كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

صلى الله عليه وسلم لا ينبغي للفضلاء والجهلاء؛ لأنه بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.." ثم يمضي الشيخ السيامي، فيقول عن التوسل: "اعلموا أيها الأحباب أن التوسل الذي هو الاستشفاع بالأنبياء والأولياء والشهداء والصالحين وبأفعال الخيرات - عند الحاجة، دنيا وأخرى، كتحصيل المطالب، وعند الشدائد، كدفع البلاء - جائز بل ومستحب ومطلوب. فينبغي لكل أحد عند ذلك أن يستشفع بما فعله من خير، بأن يذكره في نفسه، فيجعله شافعاً؛ لأن ذلك جائز في الشدائد، كما في حديث الثلاثة الذين آووا إلى الغار.. وأن يستشفع بأهل الصلاح، أحياء كانوا أو أمواتاً. " ثم يسوق الشيخ السيامي شاهداً على جواز الاستشفاع باستسقاء عمر بن الخطاب، رضي الله عنه بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أبطلنا هذه الدعوى من قبل. أما قول الشيخ السيامي من أنه يجوز أن يستشفع المؤمن إلى الله بالأعمال الصالحة التي عملها ابتغاء مرضاة الله تعالى، فهو جائز حيث يشفع للإنسان عمله الصالح عند الله في الآخرة فيجوز أن يستشفع بأعماله الصالحة في الدنيا؛ لأنها من عمله وفيها تحريض للمؤمنين على الإكثار من الأعمال الصالحة التي تنفعهم في الدنيا والآخرة. أما الاستشفاع والتوسل بالأنبياء، والأولياء، والشهداء، وزيارة القبور، والقيام عند ذكر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك مما ينكره على الموحدين، ويؤثمهم على إنكاره وتبديعه.. فهو مما يحتاج إلى بيان وتفصيل. فزيارة القبور مشروعة؛ لأنها تذكر بالموت، وقد أباحها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن منع منها في أول الإسلام حيث كانت القبور مما يشبه الأصنام التي كان يعبدها المشركون، ومما تذكر المسلمين في أول

الصفحة 224