كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)
فلان أغثني.. وليس ذلك من التوسل المباح في شيء. واللائق بحال المؤمن عدم التفوه بذلك. وألا يحوم حول حماه، وقد عده أناس من العلماء شركا وإلا يكنه فهو قريب منه". ثم يقول الإمام الشوكاني: "ولا أرى أحدا ممن يقول ذلك - أي التوسل بالمقبورين وغيرهم - إلا وهو يعتقد أن المدعو الحي الغائب، أو الميت المتغيب، يعلم الغيب، ويقدر بالذات، أو بالغير على جلب الخير، أو دفع الضر، وإلا لما دعاه، ولما فتح فاه، وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم. ثم يقول الإمام الشوكاني: "ومن وقف على سر ما رواه الطبراني في معجمه الكبير، من أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم - منافق يؤذي المؤمنين، فقال الصديق أبو بكر رضي الله عنه هيا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فجاءوا إليه صلى الله عليه وسلم، فقال: " إنه لا يستغاث بي، إنما يستغاث بالله " من عرف سر ذلك لم يشك في أن الاستغاثة بأصحاب القبور الذين هم بين سعيد شغله نعيمه وتقلبه في الجنان عن الالتفات إلى هذا العالم، وبين شقي ألهاه عذابه وحبسه في النيران عن إجابة مناديه، والإصاخة إلى أهل ناديه - أمر يجب اجتنابه، ولا يليق بأرباب العقول ارتكابه. ثم يقول الإمام الشوكاني: "ولا يغرنك أن المستغيث بمخلوق، قد تقض حاجته، وتنجح طلبته، فإن ذلك ابتلاء وفتنة من الله جل جلالة، وقد يتمثل الشيطان في صورة الذي استغاث به فيظن أن ذلك كرامة ممن استغاث به.. هيهات.. هيهات.. وإنما هو شيطان من أضله الله وأغواه وزين له هواه" هذا ما يقرره الإمام الشوكاني في أمر الاستشفاع بغير الله، وفي أنه شرك وإن لم يكن شرك فهو قريب منه ونقول: إنه شرك غليظ وضلال بعيد.