كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)
رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من بدع المبتدعين، الذين لا يخشون الله ولا يعرفون مقام رسوله صلى الله عليه وسلم. فهذا القيام الذي يدعو إليه هؤلاء المبتدعون ليس فيه شيء من توقير الرسول الكريم، وإنما توقيره صلى الله عليه وسلم بحبه الذي يملأ القلوب، وبا تباع سنته والتزام ما جاء به من شرع الله تعالى، والصلاة عليه كلما ذكر اسمه الشريف. ولهذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته أن يقوموا له إذا جاء إليهم في مجلسهم، وقد هم بعض أصحابه أن يقوموا له فأشار إليهم - صلوات الله عليه وسلامه - ألا يفعلوا، وقال: " إنما هذا تفعله الأعاجم بملوكها ". وما ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ليحفظ على المسلم وجوده الإنساني وكرامته، وألا يتخذ القيام له ذريعة إلى أن يقوم الناس لأهل الجاه والسلطان فيهم، فجزاك الله يا رسول الله عن الإسلام والمسلمين خيرا وصلى الله وسلم عليك وعلى آلك وأصحابك والتابعين. ولو نظرنا إلى ما يفعله تلاميذ شيوخ المتصوفة ومريدوهم من تخاشع وذلة بين أيديهم، لرأينا الحكمة العالية من نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يقوموا له.. فالتلميذ أو المريد يجب أن يكون بين يدي شيخه كالميت بين يدي الغاسل! إنه جماد لا يتحرك ولا يخشى، إنه دون الحيوان الذي يتحرك ويحس ويدافع عن نفسه، فأي ضياع للإنسان كهذا الضياع؟ أو أي مسخ للآدمي مثل هذا المسخ؟! وأي جناية يجنيها شيوخ المتصوفة على تلاميذهم ومريديهم، وقد سلبوهم أقوى مقومات الإنسان في الحياة وهي العقل والإرادة؟! إنهم قتلة سفاحون يقتلون عمدا نفوسا حرم الله قتلها إلا بالحق! وهذا ابن عطاء السكندري من أكبر شيوخ المتصوفة، يقول في كتابه "لطائف المنن"