كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)
فأي قتل لنفس الإنسان أشنع من هذا القتل؟! وأي كفر بالله أعظم من هذا الكفر؟! فالتلميذ أو المريد بخس، لا يجلس فوق سجادة شيخه، ولا يتوضأ بإبريقه، ولا يتوكأ على عصاه، ولا يقول لشيخه لم؟ ولو ألقاه في النار.. ثم إذا جلس إلى شيخه جلس مجلس الصلاة، وجعله قبلة له. وعلى التلميذ أو المريد أن يخلي الله تعالى وذكر الله من قلبه حتى يشغله بذكر شيخه أو شيطانه.. فإن غفل عن هذا حق عليه المقت. وهذا الشعراني يقول في كتابه "القواعد الصوفية" ص:1313 "من أشرك بشيخه شيخا آخر، وقع في الشرك بالله" فالشيخ إله معبود، من عبده ثم عبد شيخا غيره فهو مشرك بالله؛ لأن من أشرك بالشيخ أشرك بالله، فلا فرق بين الله وبين الشيخ.. كلاهما معبود وله عابدون. ويقول ابن عطاء الله السكندري في كتابه لطائف المنن.. جزء2 ص103: "من أخذ الطريق على غير شيخه، كان على غير دين". وإذن فالمسلمون الذين يأخذون دينهم عن كتاب الله وعن سنة رسول الله هم على غير دين، فأي فساد يستشري بين المسلمين مثل هذا الفساد؟ وأي أدواء قاتلة تنتشر بينهم أشد فتكا بهم وبعقيدتهم من هذه الأدواء؟ وهل شرع الجهاد في سبيل الله إلا لحرب هذا البلاء الذي يسوقه أهل الكفر والشرك والضلال إلى مواقع الإسلام لإفساد العقيدة وطمس معالم الدين، وفيهم يقول الله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى