كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)
يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً} 1. وإذن فقد كانت دعوة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رضي الله عنه هي راية الجهاد في سبيل الله للذود عن دين الله وقد أجلب عليهم أهل الضلال - من داخل دار الإسلام وخارجها - بهذه الأباطيل، ليغيروا بها دين الله، ويطمسوا معالم شريعته. ولقد أراد الله بالإسلام والمسلمين خيرا، إذ هيأ لهذا الموقف رجلا فاقها لدين الله مجاهدا في سبيل الله باذلا نفسه مضحيا بولده وأهله من أجل إعلاء كلمة الله ونشر راية التوحيد. وقد أمد الله تعالى هذا الرجل المجاهد في سبيل الله بأمداد نصره من جنود الحق في الأرض؛ إذ جعل آل سعود يقومون بالجهاد تحت راية التوحيد ويضحون بكل شيء في سبيلها. ولقد كتب الله النصر للمجاهدين وأمدهم بروح من عنده، فانهزمت أمام قوى الحق كل قوى البغي والضلال، وانقشعت السحب التي كانت تقف في وجه أنوار الحق، وإذا الشمس تسطع في سماء صافية، وإذا وجه الإسلام يشرق من جديد في كل أفق من آفاق الأمة الإسلامية، وإذا دولة الشرك تنحسر شيئا فشيئا حتى انكسرت شوكتها، واندحر جندها. {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} 2 صدق الله العظيم.
__________
1 سورة النساء آية: 89.
2 سورة التوبة آية: 32.