كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

خاتمة: من ثمرات الدعوة المباركة
- 1 -
من فضل الله تعالى على عباده المؤمنين المحسنين المجاهدين في سبيله أنه سبحانه يبارك عليهم في أعمالهم وأقوالهم. فتكون أعمالهم منارات هدى يهتدي بها الناس إلى مواقع الخير، وغايات الأمن والسلام، حيث يرون فيها تلك الثمرات الطيبة التي يتوارد عليها الناس وينالون ما تصل إليه أيديهم من قطوفها، فيأخذون طريقهم مع المتأسين بأصحاب هذه الأعمال، وينهجون نهجهم فيما عملوا.. كذلك تكون أقوال هؤلاء المؤمنين المحسنين المجاهدين في سبيل الله دعوة راشدة إلى عمل الخير، ووحيا ملهما إلى مراقي السلامة والنجاح، كما يقول تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} 1.وهكذا كانت كلمات الأنبياء والمرسلين، والهداة والمصلحين من عباد الله الذين يسيرون على أقدام الرسل والأنبياء، وكذلك كانت أعمالهم ميراثاً خالداً في الناس.. يستمدون من شجرتها الزيتونة المباركة الزيت الذي تستضيء منه مصابيح بصائرهم إلى طريق الحق، والخير والسلام.. وإلا كان العمى وكان التيه والضلال.
__________
1 سورة إبراهيم آية: 27.

الصفحة 232