كتاب الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

بالملح نصلح ما نخشى تغيره ... فكيف بالملح، إذ حلت به الغير؟
ثم يقول الجبرتي: "ولكن الواعظ مضى في طريقه، وانتقل هو وأتباعه من القول إلى العمل، وبدأ الصدام، بأن خرج الشيخ الواعظ وأتباعه بعد صلاة التراويح ووقفوا بالعصي والأسلحة على باب زويلة - بالقرب من الأزهر - فهرب الذين كانوا يقفون به ثم قطعوا ما علق من جوخ وأكر 1 وهم يقولون أين الأولياء؟ ثم يقول الجبرتي: "وهنا أسرع بعض الناس إلى علماء الأزهر؛ ليفتوهم في قول هذا الواعظ" فماذا قال شيوخ الأزهر يومئذ في هذا الذي يدعو إليه الواعظ من القضاء على تلك البدع التي تنخر في عقيدة المسلمين كما تنخر السوس في حبات البر؟ يقول الجبرتي: "فكتب شيخان من شيوخ الأزهر؛ وهما الشيخ أحمد النفراوي، والشيخ أحمد الخليفي، وهما من كبار شيوخ الأزهر ينتقضان قول الواعظ، ويطلبان من الحاكم زجره. "وأخذ بعض الناس هذه الفتوى، فدفعوها إلى الواعظ في مجلس وعظه، فلما قرأها غضب، وقال: إن العلماء أفتوا بغير ما قلت، وأنا أريد أن أجادلهم في مجلس القاضي.. فهل منكم من يساعدني على ذلك وينصر الحق؟ فقال له أنصاره: نحن معك لا نفارقك.. فنزل عن كرسي وعظه واجتمع عليه الناس قريب من ألف، فسار بهم وسط القاهرة إلى أن دخل بيت القاضي.. فلما رآهم القاضي بهذه الكثرة انزعج منهم ثم سألهم عما يريدون؟ فقالوا: نريد أن يحضر هؤلاء الذين أصدروا هذه الفتوى لنباحثهم
__________
1 هذه المعلقات على باب زويلة، كان يعلقها الناس لقضاء الحاجات وتحبيب الأزواج للزوجات، وولادة من ليس لها ولد, إلى غير ذلك، استشفاعا بهذا الباب..

الصفحة 238