كتاب تأثر الدعوات الإصلاحية في أندونيسيا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

إن المرحوم الشيخ السيد أمين الحسيني كان يقول عند زيارته لأندونيسيا لحضور المؤتمر الآسيوي الأفريقي الأول أن جمعية محمدية أكبر جمعية إسلامية في العالم. أما جمعية الإصلاح والإرشاد فكانت تضم بعض أبناء العرب في أندونيسيا، وظهرت بوصول الشيخ أحمد السوركتي السوداني إلى جاكرتا، وكان الشيخ يقيم مدة غير قصيرة في المدينة المنورة قبل وصوله إلى أندونيسيا، نهل من مناهلها الصافية المعارف والعلوم وتلقى مبادئ الدعوة الإصلاحية من علمائها. وكانت لهذه الجمعية منجزات ومؤسسات تعمل في سبيل الدعوة الإصلاحية والتوعية الدينية في المسلمين، فكانت لها آثارها الطيبة، ثم تتضاءل نشاطاتها باندماج أبناء العرب بأبناء الوطن الأصليين في عهد الاستقلال. وللشيخ أحمد السوركتي - رحمه الله تعالى - تلاميذ وأتباع أخذوا عنه العلم والمعرفة، وورثوا عنه روح الجهاد والحماسة، والذين لا يزالون على جهاد مستمر منهم السيد عبد الرحمن بالسويدان في جوكياكرتا، والشيخ الأستاذ عمر هبيش في سورا بايا. وأما عن جمعية الوحدة الإسلامية التي ظهرت بفكرة الشيخ الحاج زمزم البالمباني سنة 1923م فأحب أن أتوقف قليلا عند اسم بارز فيها وهو الشيخ الأستاذ أحمد حسن، وهو أحد العلماء البارزين العاملين في سبيل الإصلاح الديني والوعي الإسلامي، وقد أخذ في دعوته أسلوبا قريبا من أسلوب الشيخ محمد بن عبد الوهاب من حيث الصراحة وعدم المداهنة. فكان يحارب الشرك والبدع والمنكرات، ويدعو إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة ونبذ التقليد الأعمى والتعصب المذهبي بلسانه الحاد وقلمه الصارم.. ولا يخاف في ذلك لومة لائم، له مؤلفات كثير منها: "تفسير الفرقان" و"محمد رسول الله" و "كتاب الصلاة" و "كتاب الأسئلة والأجوبة" وهو كتاب يحتوي على فتاواه الدينية وغيرها، وأصدرت تحت

الصفحة 400