كتاب تأثر الدعوات الإصلاحية في أندونيسيا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

فلا عجب، فإن هؤلاء لم تصل إليهم من المعلومات عن الدعوة الوهابية إلا ما بثه أعداء الدعوة من أدعياء العلم وأذيال أشراف الحجاز في الكتب التي ألفوها، المشحونة بالأكاذيب والترهات والحكايات الخيالية الخبيثة ضد الدعوة. ثم تغيرت الأحوال بعد رجوع الشيخ عمار فقيه أحد أولاد شيخ المعهد الأسبق من أداء فريضة الحج سنة 1928 م، الذي اتصل بعلماء الدعوة مدة إقامته في بلد الله الحرام، وتلقى منهم حقيقة الدعوة ومبادئها، حتى أدرك مدى ما للدعاية ضد الدعوة من مفتريات وأكاذيب، وأيقن أن معظم العلماء الأندونيسيين كانوا ضحايا أكاذيب المفترين. فلما أبدى آراءه على ملأ قام النزاع والجدال بينه وبين العلماء الذين ما زالوا على فكرتهم الأولى، واشتدت وطالت المنازعة والمجادلة حتى انتهى الأمر بتغلب دعوته وانتشار آرائه وكثرة أتباعه. ولما صار أمر المعهد تحت يده من بعد والده الشيخ محمد فقيه، ازداد نفوذ الدعوة وانتشارها، وصار المعهد مركزا لنشر الدعوة الإصلاحية والحركة السلفية في تلك المنطقة، وكثير من دعاة الإصلاح وحملة الدعوة المنضمين إلى الجمعيات كانوا من متخرجي المعهد، وللشيخ عمار فقيه عدة مؤلفات منها "تحفة الأمة في العقائد ورد المفاسد"، و"هداية الأمة" و"صلة الأمة" و"تحديد أهل السنة والجماعة" ومما أوصى به في مرض موته قال:
دعوا شيعا شتى تشتت شملكم ... دعوا بدعا يخشى بها ما يهول
دعوا كل بدعة دعوا كل شيعة ... إلى ملة قد كان فيها الرسول
صيروا بعون الله من أهل سنة ... واصى عليها أن يعض العقول
ثم بعد انتقاله إلى جوار بارئه الرحيم سنة 1965 م خلفه الأستاذ نجيح أحيد، صهر الشيخ وأحد تلاميذه. وفي عهد مدير المعهد الحالي قرر فيه تدريس كتاب التوحيد تأليف الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى جانب الكتب التي تكون على منواله.

الصفحة 402