كتاب تأثر الدعوات الإصلاحية في أندونيسيا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

أَفَلا تَذَكَّرُونَ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} 1.كما حكى عنهم بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} 2. ولا أقول إن منتهى ما وصلوا إليه في التوحيد هو عين ما وصل إليه مشركو مكة زمن البعثة، ولكن أريد أن أذكر أن مباحث الكتب المتداولة في علم التوحيد كانت تدور حول الاستدلال على وجود الله ووحدانيته في ذاته وصفاته وأفعاله وما إلى ذلك بأدلة كلامية أو شبه كلامية، أقصى ما تصل بهم إليه هو توحيد في المعرفة والإثبات، وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات، أما توحيد الألوهية فلا تدخل تحت مباحثها ولا تكون أمام اهتمام الطلاب. أما ما أتى به الشيخ في كتابه في المسألة فهو أن التوحيد ضد الشرك، وأن الله أرسل رسله ليأمروا الناس بالتوحيد والذي هو إفراد العبدة لله تعالى، وينهوهم عن الشرك الذي هو صرف العبادة له ولغيره سبحانه، وأتى بالأدلة على ذلك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، منها قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} 3.
__________
1 سورة المؤمنون آية: 84-89.
2 سورة الزمر آية: 3.
3 سورة الذاريات آية: 56.

الصفحة 407