كتاب تأثر الدعوات الإصلاحية في أندونيسيا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

أو مناقض له، وأن التوحيد لا يتحقق إلا باجتنابه، وأن من أسباب ارتكاب كثير من تلك الأفعال الشركية هو توهمهم أن التوحيد إنما هو توحيد الربوبية، فلا يرون بأسا بارتكابها ما داموا يعتقدون أن الله واحد في ذاته وأفعاله وصفاته، كأنهم يرون أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما دعاهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وإنما دعاهم إلى شهادة أن لا رب إلا الله.
صفات الله تعالى:
وأهم مباحث علم التوحيد التي توجد في بطون الكتب هو البحث عما يجب في حق الله تعالى من الصفات وما يجوز وما يستحيل، أما ما يجب في حقه تعالى فقيل ثلاث عشرة صفة، وقيل عشرون، وهي واحدة نفسية وخمس سلبيات وسبع صفات المعاني وسبع معنويات، وأما ما يستحيل في حقه تعالى فهو أضداد ما يجب، والجائز في حقه تعالى هو فعل كل ممكن أو تركه، ونظمها بعضهم:
وبعد فاعلم بوجوب المعرفة ... من واجب لله عشرين صفة
فالله موجود قديم باقي ... مخالف للخلق بالإطلاق
وقائم غني واحد وحي ... قادر مريد عالم بكل شيء
سميع بصير والمتكلم ... له صفات سبعة تنتظم
فقدرة إرادة سمع بصر ... حياة العلم كلام استمر
وجائز بفضله وعدله ... ترك لكل ممكن كفعله
وهذه الإحدى والعشرون وأضداد العشرين المستحيلة والأربعة التي تجب في حق الرسل وأضدادها المستحيلة والواحدة التي تجوز في حقهم معروفة عندهم بالعقائد الخمسين، التي تجب معرفتها- عندهم- على كل مكلف، وتجب عليه معرفة أدلتها إجماليا وتفصيليا، واختلفوا فيها فقال بعضهم يشترط أن يعرف الدليل التفصيلي لكل واحد من هذه الخمسين، وقال الآخر: إنه يكفي معرفة الدليل الإجمالي، كما اختلفوا في كفاية التقليد فيها وعدمها.

الصفحة 415