كتاب التنكيل - دار المعارف (اسم الجزء: 2)

أو أكثرها صريحة في المعاني التي ينكرها المتعمقون ، وما كان كذلك فلا مجال لتجويز أن يكون ذلك المعنى غير مراد ، لأن ذلك يكون تكذيباً له .
الوجه الخامس : أن الأولى قليلة حتى أنكر جمع كثير من أهل العلم وقوع تأخير البيان بل أنكروا جوازه ، والثانية كثير جداً .
الوجه السادس : أن الأولى توجد النصوص المبينة لها صريحة واضحة في البيان ، والثانية لا يوجد نص واحد بين في خلافها . وقد مر النظر في قوله تعالى : [ ليس كمثله شئ ] وما معها .
الوجه السابع : أن الأولى لا يكاد ينقل من أقوال الصحابة والتابعين ما يتعلق بها إلا مع بيانها . والثانية لا يصح عن أحدهم منهم قول يخالف معانيها التي ينكرها المتعمقون ، بل جاء عنهم مما يوافقها ويقرر معانيها وما يشبهها الكثير الطيب . وزعمكم أن السلف كانوا يعتقدون بطلان تلك المعاني ، من العجب العجاب . ودونكم الحقيقة .

الصفحة 343