كتاب التنكيل - دار المعارف (اسم الجزء: 2)

كان عند عروضها يتألم ويتأذى وتشق عليه، ويبادر إلى طردها عن نفسه مستعيذاً بالله عز وجل، وإنما يضره أن يأنس بها، وتستقر في نفسه، وتبيض، وتفرخ، حتى يصدق عليه اسم ((مرتاب)) هذا هو تدل عليه النصوص، والذي لا يسع الناس غيره و[لا يكلف الله نفساً إلا وسعها].
ومعيار الإيمان القلبي العمل، ولهذا كان السلف يقولون: ((الإيمان قول وعمل))، ولا يذكرون الاعتقاد، وكانت المرجئة تقول: ((الإيمان قول)). ثم منهم من يوافق أهل السنة على اشتراط الاعتقاد، ومنهم من لا يشترطه في اسم الإيمان، ولكن يشترطه للنجاة، وهذا قو الكرامية. ومنهم من لا يشترطه في اسم الإيمان، ولا في النجاة، وهؤلاء هم الغلاة.
وقال الله عز وجل: [) قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ [إلى قوله: [إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ] الحجرات: 14 - 15
و قال تعالى: [فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ. أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً]. الأنفال: 1 - 4
و في (الصحيحين) عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان)). وفي رواية مسلم: ((أعلاها لا آله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق)).
وذكر الله عز وجل في سورة (التوبة) المنافقين ثم قال: [وآخرون اعترفوا بذنبهم] إلى أن قال: [وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ] التوبة: 102 - 105.
وفي (الصحيحين) من حديث أبي هريرة: ((قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: آية المنافق ثلاث: - زاد مسلم: وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم - إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان)). وفيها من حديث عبد الله بن عمرو: ((قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أربع

الصفحة 371