كتاب التنكيل - دار المعارف (اسم الجزء: 2)

في الإيمان بصفات الله تعالى أعلم وأحكم وأسلم ، وإن طريقة الخلف من فلاسفة ومتكلمين أجهل وأظلم وأودى وأهلك .
قرأت الكتاب فأعجبت به أيما إعجاب ، لصبر العلامة على معاناة مطالعة نظريات المتكلمين خصوصاً من جاء منهم بعد من ناقشهم شيخ الإسلام أبن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم كالعضد والسعد ، ثم رده عليهم بالأسلوب الفطري والنقول الشرعية التي يؤمن بها كل من لم تفسد عقيلته بخيالات الفلاسفة والمتكلمين ، فسد بذلك فراغاً كن على كل سني سلفي سده بعد شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى ، وأدى عنا ديناً كنا مطالبين بقضائه ، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وحشرنا وإياه في زمرة الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا . آمين .
وبقيت بعد ذلك لمن يبتلي بمطالعات في كتب العصر وما تحوي من نظريات علمية وتجارب صناعية مسائل يظن تعارضها مع ما جاءت به أنبياء الله ورسله ، فيغتر بها ضعفاء العقول ، ويفتتن بها سفهاء الأحلام ، وسأذكر شيئاً منها على سبيل المثال ، وأشير إلى المخرج لمن هداه الله تعالى ووفقه للإيمان بما جاءت به أنبياؤه ورسله ، والله الهادي إلى سراط المستقيم ، ممهداً لذلك بتمهيد وجيز .
( تمهيد ) :
أرسل الله رسله مبشرين ومنذرين ، وأنزل كتبه هداية للمتقين بأصول سعادة الدنيا والآخرة للبشر أجمع ، فقررت أصول الإيمان بالله ورسله والملائكة واليوم الآخر وقدر الله في خلقه ، وشرحت أركان العمل الصالح في معاملة الله تعالى ومعاملة خلقه من عبادات ومعاملات وتشريع مدني وجنائي ، وبينت نتائج السير على هذا الصراط المستقيم في الدنيا والآخرة وعواقب الانحراف عنه وعقوباته دنياً وأخرى ، وسعادة من سار عليه ، وشقاء من انحرف وحاد عنه .
أما علوم المعاش ، رفاهة الحياة الدنيا وملذاتها من صناعة وزراعة وطب وهندسة

الصفحة 387