كتاب التنكيل - دار المعارف (اسم الجزء: 2)

وعندي أن هذه المسألة لا حاجة لها في الدين ، وإنما ذكر الله الأرض وسكونها وعدم حيدانها ، والشمس والقمر وجريانهما دائبين لنزداد إيماناً برحمته بنا وخلق لاما في السماوات والأرض جميعاً لمنافعنا فالنعمة سابغة ، ورحمة الله شاملة لنا ، دارت الأرض أم سكنت .
المؤمن يزداد إيماناً بما ذكرنا الله من نعمه علينا وتكرار آلائه علينا .
(5) مسألة تنفس جهنم نفسين في الشتاء يكون منه شدة البرد ، وفي الصيف يكون منه شدة الحر ، [ كما ] جاء في الحديث الصحيح .
و المسألة نفس لأمر غيبي لا نعرفه فلنؤمن به وبنفسه ، والكيفية عند الله تعالى .
(6) جاء في بعض الآثار (1) إن لله بيتاً معموراً فوق السماء السابعة يوازي بيته العتيق بمكة المكرمة ، والمسألة كسابقتها غيب في غيب والإيمان واجب ، والشك بدعة ، والكيف مجهول .
(7) جاء في الحديث أن الله خلق آدم طوله ستون ذراعاً ، فما زال الخلق أي من بنيه يتناقص حتى صاروا إلى ما هم عليه الآن . استشكله ابن خلدون ، ونقل أشكاله الحافظ ابن حجر في ( فتح الباري ) بأن ديار ثمود في الحجر لا تزيد أبوابها عن أبواب ديارنا وهم من القدم على ما يظهر أن يكونوا في نصف الطريق بيننا وبين آدم فكان على هذا يجب أن تطول أبدانهم عنا بنحو ثلاثين ذراعاً ، ولعل أهل الحفريات عثروا على عظام وجماجم قديمة جداً ولا يزيد طولها عن طول الناس اليوم - سمعت حل الإشكال من الشيخ عبيد الله السندي رحمه الله
__________
(1) قلت التعبير بـ (( الآثار )) قد يوهم أن الحديث المذكور موقوف غير مرفوع ، وليس كذلك ، فقد جاء مرفوعاً في (( الصحيحين )) وغيرهما من حديث أنس رضي الله عنه ، لكن ليس فيه (( يوازي بيته العتيق )) ، وإنما جاءت هذه الزيادة عن قتادة مرسلاً بمعناها بسند صحيح ، ورويت من حديث أبي هريرة وابن عباس مرفوعاً ، وعلي موقوفاً ، مما يشهد مجموعها لثبوتها ، وقد خرجت ذلك في (( الأحاديث الصحيحة )) برقم ( 471 ) .

الصفحة 391