كتاب التنكيل - دار المعارف (اسم الجزء: 2)

أن الطول المذكور في عالم المثال لا في عالم الأجسام والمشاهدة . فالله أعلم . (1)
(8) جاء في سورة القمر [ اقتربت الساعة وانشق القمر ] وجاء في الحديث المشتهر المستفيض عن أنس وابن مسعود وغيرهما ثبوت انشقاقه معجزة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وإقامة للحجة على طالبيها منه من قريش .
و رأيت لبعض المتأخرين بحثاً تشكيكياً في ذلك ، وقد سألت مدير مرصد حلوان الفلكي :
هل رأيت ما يثبت ذلك فلكياً أو يقربه من العقل ؟ فأجاب : لا .
وشكوك الملاحدة على المسألة معروفة من قديم الزمان .
وعندي أن المسألة ما دامت أنها آية فسبيلها سبيل الآيات ، لا مجال للعقل إلا تكيفها ، ويعجبني من صاحب الكتاب ( الطب الحديث والقرآن ) الأستاذ بكلية الطب عبد الخالق العزيز ( ! ) باشا إسماعيل أنه عندما يمر بمعجزة أو آية كولادة عيسى ابن مريم ومعجزات موسى وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إنه يمر عليهما مر الإيمان بدون تعليل ولا تكييف لأنه معجزة وكفى ، أي فيدل اسمها على عجز العقل عن تكيفها . فلله دره من مؤمن مسلم لما أخبر الله تعالى .
__________
(1) قلت هذا التأويل أشبه بتأويلات المتكلمين والمتصوفة ، وأني متعجب جداً من حكاية فضيلة الشيخ إياه وإقراره له .
و استشكال ابن خلدون إنما يصح على ما استظهره أن ثمود في نصف الطريق بيننا وبين آدم . وهذا رجم بالغيب ، إذ لم يأت به نص عن المعصوم ، ولا ثبت مثله حتى الآن من الآثار المكتشفة ، بل لعلها قد دلت على خلاف ما استظهره . فيبقى الحديث من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها دون أي استشكال .
و الحديث المشار إليه أخرجه الشيخان في (( صحيحهما )) . ن
و به انتهى التعليق على هذا الكتاب النافع إن شاء الله تعالى بتاريخ 17 شعبان سنة 1386 من هجرة سيد المرسلين ، وصلة الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

الصفحة 392