كتاب التنكيل - دار المعارف (اسم الجزء: 2)

المسألة الرابعة إشعار الهدى
في (تاريخ بغداد) 13/ 390 عن يوسف بن أسباط: (( ... وأشعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وقال أبو حنيفة: الإشعار مثلة)) قال استاذ ص87: ((ليس من قوله فقط، بل أثر يرويه عن حماد عن إبراهيم النخعي كما يشتر إلى ذلك الترمذي ... .، يريدان إشعار أهل زمانها المبالغ فيه ولام التعريف تحمل على المعهود في زمانهما ... على أن الأعمش يقول: يقول: لم نسمع ابراهيم النخعي يقول شيئاً إلا وهو مروي، كما تجد ما بمعناه في (الحلية) لأبي نعيم، فيكون قول النخحعي هذا أثراً يحتج به، وأنت عرفت قيمة مراسيل النخعي عند ابن عبد البر وغيره)).
أقول أما الترمذي فروى من طريق وكيع حديث إشعار النبي - صلى الله عليه وسلم -. ثم قال: ((سمعت يوسف بن عيسى (وهو ثقة) يقول: ((سمعت وكيعاً يقول حين روى هذا الحديث قال: لا تنظروا إلى قول أهل الرأى في هذا فإن الاشعار سنة وقولهم بدعة)) قال الترمذي: سمعت أبا السائب (سلم بن جنادة وهو ثقة) يقول: كنا عند وكيع فقال لرجل عنده ممن ينظر في الرأى: أشعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويقول أبو حنيفة: هو مثلة؟ قال الرجل: فإنه قد روي عن إبراهيم النخعي أنه قال: الإشعار مثلة. قال:: فرأيت وكيعاً غضب غضباً شديداً، وقال:: أقول لك: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقول: قال إبراهيم؟ ما أحقك بأن تحبس ثم حتى تنزع عن قولك هذا)).
القائل: ((فإنه قد روي عن إبراهيم)) لا يدري من هو وممن سمعه وكيف إسناده، ولكن الأستاذ بني على دعاوى:
الأولى: أن ذاك الرجل ثقة.
الثانية: أن قوله: ((فإنه قد روي)) معناه فإن أبا حنيفة روي.
الثالثة: أنه سمع ذلك من أبي من أبي حنيفة.

الصفحة 42