كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 2)

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ يَوْمَ مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَقُلْتُ: " مَاتَ عَالِمُ النَّاسِ الْيَوْمَ ‍ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «§يَرْحَمُهُ اللَّهُ الْيَوْمَ، فَقَدْ كَانَ عَالِمُ النَّاسِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ وَحَبْرُهَا، فَرَّقَهُمْ عُمَرُ فِي الْبُلْدَانِ وَنَهَاهُمْ أَنْ يُفْتُوا بِرَأْيِهِمْ وَجَلَسَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ بِالْمَدِينَةِ يُفْتِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ وَغَيْرَهُمْ مِنَ الطُّرَّاءِ يَعْنِي، الْقُدَّامِ»
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، وَخَلَّادِ بْنِ يَحْيَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: " أَنَّ مَرْوَانَ §أَجْلِسَ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَجُلًا وَرَاءَ السِّتْرِ ثُمَّ دَعَاهُ فَجَلَسَ يَسْأَلُهُ وَيَكْتُبُونَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ زَيْدٌ فَقَالَ: «يَا مَرْوَانُ عُذْرًا إِنَّمَا أَقُولُ بِرَأْيِي»
أَخْبَرَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا دُفِنَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: «§هَكَذَا يَذْهَبُ الْعِلْمُ» وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى قَبْرِهِ، «يَمُوتُ الرَّجُلُ الَّذِي يَعْلَمُ الشَّيْءَ لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ، فَيَذْهَبُ مَا كَانَ مَعَهُ»
أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَدُفِنَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «§هَكَذَا يَذْهَبُ الْعِلْمُ»
أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: لَمَّا -[362]- مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَعَدْنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ظِلِّ الْقَصْرِ، فَقَالَ: «§هَكَذَا ذَهَابُ الْعِلْمِ، لَقَدْ دُفِنَ الْيَوْمَ عِلْمٌ كَثِيرٌ»

الصفحة 361