كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 2)
§ذِكْرُ مَنْ كَانَ يُفْتِي بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ
§سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى الْجُمَحِيُّ، قَالَ: «§كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يُفْتِي وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَحْيَاءٌ»
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: «§مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنِّي» ، قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ مِسْعَرٌ: «وَأَحْسِبُ قَدْ قَالَ وَعُثْمَانُ وَمُعَاوِيَةُ»
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، يَقُولُ: «§كَانَ رَأْسَ مَنْ بِالْمَدِينَةِ فِي دَهْرِهِ وَالْمُقَدَّمَ عَلَيْهِمْ فِي الْفَتْوَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَيُقَالُ فَقِيهُ الْفُقَهَاءِ»
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: «§سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَالِمُ الْعُلَمَاءِ»
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: قَالَ مَكْحُولٌ: «§مَا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ فَهُوَ عَنِ الْمُسَيِّبِ وَالشَّعْبِيِّ»
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: " قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُ عَنْ أَفْقَهِ، أَهْلِهَا فَدُفِعْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي مُقْتَبِسٌ وَلَسْتُ بِمُتَعَنِّتٍ فَجَعَلْتُ أَسْأَلُهُ وَجَعَلَ يُجِيبُنِي رَجُلٌ عِنْدَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: كَفَّ عَنِّي فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَحْفَظَ عَنْ هَذَا الشَّيْخِ، فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الَّذِي يُرِيدُ أَنْ لَا يَحْفَظَ. وَقَدْ جَالَسْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ -[380]-، فَلَمَّا قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ قُمْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعِيدٍ، فَكَانَ مِنَ الْإِمَامِ شَيْءٌ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا قُلْتُ لَهُ: هَلْ أَنْكَرْتَ مِنْ صَلَاةِ الْإِمَامِ شَيْئًا؟، قَالَ: لَا، قُلْتُ: كَمْ مِنْ إِنْسَانٍ جَالَسَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَقَلْبُهُ فِي مَكَانٍ آخَرَ، قَالَ: أَرَأَيْتَكَ مَا أَجَبْتُكَ فِيهِ هَلْ خَالَفَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ؟، قُلْتُ: لَا، إِلَّا فِي فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، قَالَ سَعِيدٌ: " تِلْكَ §امْرَأَةٌ فَتَنَتِ النَّاسَ، أَوْ قَالَ: فَتَنَتِ النِّسَاءَ "
الصفحة 379