كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 2)
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: «§حَاصَرَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم الْمُشْرِكُونَ فِي الْخَنْدَقِ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً»
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ حُصِرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى خَلَصَ إِلَى كُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمُ الْكَرْبُ وَحَتَّى قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تَشَأْ لَا تُعْبَدْ» . فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ أَرْسَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ بَدْرٍ: «أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ لَكُمْ ثُلُثَ ثَمَرِ الْأَنْصَارِ أَتَرْجِعُ بِمَنْ مَعَكَ مِنْ غَطَفَانَ وَتُخَذِّلُ بَيْنَ الْأَحْزَابِ؟» فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُيَيْنَةُ: إِنْ جَعَلْتَ لِيَ الشَّطْرَ فَعَلْتُ. فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ وَسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَأَخْبَرَهُمَا بِذَلِكَ فَقَالَا: إِنْ كُنْتَ أُمِرْتَ بِشَيْءٍ فَامْضِ لِأَمْرِ اللَّهِ، قَالَ: «لَوْ كُنْتُ أُمِرْتُ بِشَيْءٍ مَا أَسْتَأْمِرُ بِكُمَا، وَلَكِنْ هَذَا رَأْيٌ أَعْرِضُهُ عَلَيْكُمَا» قَالَا: فَإِنَّا نَرَى أَنْ لَا نُعْطِيَهُمْ إِلَّا السَّيْفَ "
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ: قَالَ مَعْمَرٌ: عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ،: فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ §جَاءَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَشْجَعِيُّ وَكَانَ يَأْمَنُهُ الْفَرِيقَانِ جَمِيعًا، فَخَذَّلَ بَيْنَ النَّاسِ فَانْطَلَقَ الْأَحْزَابُ مُنْهَزِمِينَ مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} [الأحزاب: 25] "
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " §دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِ الْأَحْزَابِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، فَعَرَفْنَا الْبِشْرَ فِي وَجْهِهِ، قَالَ جَابِرٌ: فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَائِظٌ إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ "
الصفحة 73
400