كتاب طبقات الحنابلة - لابن أبي يعلى - ت الفقي (اسم الجزء: 2)

وأفضل هَذِهِ الأمة والأمم كلها بعد الأنبياء صلوات اللَّه عليهم أجمعين أَبُو بكر ثُمَّ عمر ثُمَّ عثمان ثُمَّ علي يسمع بذلك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلا ينكره ثُمَّ أفضل الناس بعد هَؤُلاءِ طلحة والزبير وسعد بْن أبي وقاص وسعيد بْن زيد وعبد الرحمن بْن عوف وأبو عبيدة عامر ابن الجراح وكلهم يصلح للخلافة ثُمَّ أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - القرن الذي بعث فيهم المهاجرون الأولون والأنصار وهم من صلى القبلتين ثُمَّ أفضل الناس بعد هَؤُلاءِ من صحب رسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوما أو شهرا أو سنة أو أقل من ذَلِكَ أو أكثر نترحم عليهم ونذكر فضلهم ونكف عن زللهم ولا نذكر أحدا مِنْهُمْ إلا بالخير لقول رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " إِذَا ذكر أصحابي فأمسكوا " وَقَالَ سفيان بْن عيينة: من نطق فِي أصحاب رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بكلمة فهو صاحب هوى وَقَالَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ".
والسمع والطاعة للأئمة فِيمَا يحب اللَّه ويرضي ومن ولي الخلافة بإجماع عَلَيْهِ ورضاهم به: فهو أمير المؤمنين لا يحل لأحد أن يبيت ليله ولا يرى أن ليس عَلَيْهِ إمام برا كَانَ أو فاجرا والحج والغزو مَعَ الإمام ماض وصلاة الجمعة خلفهم جائزة ويصلى بعدها ست ركعات يفصل بين كل ركعتين هكذا قَالَ أَحْمَد بْن حنبل.
والخلافة فِي قريش إلى أن ينزل عيسى بن مريم عَلَيْهِ السَّلامُ ومن خرج عَلَى إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي قد شق عصا المسلمين وخالف الآثار وميتته ميتة جاهلية.

الصفحة 21