كتاب طبقات الحنابلة - لابن أبي يعلى - ت الفقي (اسم الجزء: 2)

والإيمان بأن رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ كلم أهل القلب يوم بدر - أي المشركين - كانوا يسمعون كلامه.
والإيمان بأن الرجل إِذَا مرض آجره اللَّه عَلَى مرضه والشهيد يأجره اللَّه عَلَى شهادته.
والإيمان بأن الأطفال إِذَا أصابهم شيء فِي دار الدنيا يألمون وَذَلِكَ أن بكر ابْن أخت عبد الوهاب قَالَ: لا يألمون وكذب.
واعلم أنه لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة اللَّه ولا يعذب اللَّه أحدا إلا بذنوب بعد ذنوب ولو عذب أهل السماوات والأرض: برهم وفاجرهم عذبهم غير ظالم لهم لا يجوز أن يقال لله عز وجل: إنه ظلم وإنما يظلم من يأخذ ما ليس لَهُ وَاللَّهِ لَهُ الخلق والأمر والخلق خلقه والدار داره لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ولا يقال: لم؟ وكيف؟ ولا يدخل أحد بين اللَّه وبين خلقه.
وَإِذَا سمعت الرجل يطعن عَلَى الآثار ولا يقبلها أو ينكر شيئا من أخبار رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فاتهمه عَلَى الإسلام فإنه رجل رديء المذهب والقول وإنما يطعن عَلَى رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعلى أصحابه لأنا إنما عرفنا اللَّه وعرفنا رسوله وعرفنا القرآن وعرفنا الخير والشر والآخرة بالآثار وأن القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن.
والكلام والجدل والخصومة فِي القدر منهي عَنْهُ عند جميع الفرق لأن القدر سر اللَّه ونهى الرب جل اسمه الأنبياء عن الكلام فِي القدر ونهى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الخصومة فِي القدر وكرهه أصحاب رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والتابعون وكرهه العلماء وأهل الورع ونهوا عن الجدال فِي القدر فعليك بالتسليم والإقرار والإيمان واعتقاد ما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي جملة الأشياء وأسكت عما سوى ذَلِكَ.
والإيمان بأن رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أسري به إلى السماء وصار إلى

الصفحة 25