كتاب طبقات الحنابلة - لابن أبي يعلى - ت الفقي (اسم الجزء: 2)

العرش وسمع كلام اللَّه ودخل الجنة واطلع فِي النار ورأى الملائكة وسمع كلام اللَّه عز وجل وبشرت به الأنبياء ورأى سرادقات العرش والكرسي وجميع ما فِي السموات وفرضت عَلَيْهِ الصلوات الخمس تلك الليلة ورجع إلى مكة ليلته وَذَلِكَ قبل الهجرة.
واعلم أن أرواح الشهداء فِي حواصل طير خضر تسرح فِي الجنة وتأوي إلى قناديل تحت العرش وأرواح الفجار والكفار فِي بئر برهوت وهي فِي سجين والإيمان بأن الميت يقعد فِي قبره وترسل فِيهِ الروح حتى يسأله منكر ونكير عن الإيمان وشرائعه ثُمَّ تسل روحه بلا ألم ويعرف الميت الزائر إِذَا زاره ويتنعم المؤمن فِي القبر ويعذب الفاجر كيف شاء اللَّه.
والإيمان بأن اللَّه هُوَ الَّذِي كلم موسى بْن عمران يوم الطور وموسى يسمع من اللَّه الكلام بصوت وقع فِي مسامعه مِنْهُ لا من غيره فمن قَالَ غير هَذَا: فقد كفر بالله العظيم.
والعقل مولود أعطى كل إنسان من العقل ما أراد اللَّه يتفاوتون فِي العقل مثل الذرة في السماوات ويطلب من كل إنسان من العمل عَلَى قدر ما أعطاه من العقل وليس العقل باكتساب إنما هُوَ فضل اللَّه.
واعلم أن اللَّه فضل العباد بعضهم عَلَى بعض فِي الدين والدنيا عدلا مِنْهُ لا يقال: جاد ولا حابى فمن قَالَ: إن فضل اللَّه عَلَى المؤمن والكافر سواء فهو صاحب بدعة فضل اللَّه المؤمن عَلَى الكافر والطائع عَلَى العاصي والمعصوم عَلَى المخذول عدل مِنْهُ هُوَ فضله يعطيه من يشاء ويمنعه من يشاء.
ولا يحل أن تكتم النصيحة أحدا من المسلمين برهم وفاجرهم فِي أمر الدين فمن كتم فقد غش المسلمين ومن غش المسلمين فقد غش الدين ومن غش الدين فقد خان اللَّه ورسوله والمؤمنين.

الصفحة 26