كتاب طبقات الحنابلة - لابن أبي يعلى - ت الفقي (اسم الجزء: 2)

نفسه ولا تقول أترك المكاسب وآخذا ما أعطوني لم يفعل هَذَا الصحابة ولا العلماء إلى زماننا هَذَا وَقَالَ عمر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عنه: " كسب فِيهِ بعض الدنية خير من الحاجة إلى الناس ".
والصلوات الخمس جائزة خلف من صليت إلا أن يكون جهميا فإنه معطل وإن صليت خلفه فأعد صلاتك وإن كَانَ إمامك يوم الجمعة جهميا وهو سلطان فصل خلفه وأعد صلاتك وإن كَانَ إمامك من السلطان وغيره صاحب سنة فصل خلفه ولا تعد صلاتك.
والإيمان بأن أبا بكر وعمر رحمة اللَّه عليهما فِي حجرة عائشة مَعَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد دفنا هنالك معه فَإِذَا أتيت القبر فالتسليم عليهما بعد رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - واجب.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب إلا من خفت سيفه وعصاه والسلام عَلَى عباد اللَّه أجمعين.
ومن ترك صلاة الجمعة والجماعة فِي المسجد من غير عذر فهو مبتدع والعذر: المريض لا طاقة لَهُ بالخروج إلى المسجد أو خوف من سلطان ظالم وما سوى ذَلِكَ فلا عذر لك ومن صلى خلف إمام لا يقتدي به فلا صلاة لَهُ.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد واللسان والقلب بلا سيف فالمستور من المسلمين من لم يظهر مِنْهُ ريبة.
وكل علم ادعاه العباد من علم الباطن لم يوجد فِي الكتاب ولا فِي السنة فهو بدعة وضلالة لا ينبغي لأحد أن يعمل به ولا يدعو إِلَيْهِ.
وأي امرأة وهبت نفسها لرجل: فإنها لا تحل له يعاقبان إن نال منها شيئا إلا بولي وشاهدي عدل وصداق.
وَإِذَا رأيت الرجل يطعن عَلَى أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فاعلم أنه صاحب هوى لقول رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِذَا ذكر أصحابي فأمسكوا ".

الصفحة 35