كتاب طبقات الحنابلة - لابن أبي يعلى - ت الفقي (اسم الجزء: 2)

نفسا قَالَ لنا: انصرفوا اليوم فلست أحدثكم فانصرفنا وظننا أنه عرض لَهُ شغل ثُمَّ عدنا إليه مجلساً ثانيا فصرفنا ولم يحدثنا فسألناه بعد ذَلِكَ عن السبب الَّذِي أوجب ترك التحديث لنا؟ فَقَالَ: كنتم تذكرون عددكم فِي كل مرة للجارية وتصدقون ثُمَّ كذبتم فِي المرة الأخيرة ومن كذب فِي هَذَا المقدار لم يؤمن أن يكذب فِيمَا هُوَ أكبر مِنْهُ فاعتذرنا إِلَيْهِ وقلنا: نحن نتحفظ فِيمَا بعد فحدثنا أو كما قَالَ.
مولده: لثمان عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين ومائتين وقيل: سنة سبع وخمسين ومائتين وحج سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
أَنْبَأَنَا الْمَلَطِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَارِسٍ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُنَادِيِّ حَدَّثَنِي جَدِّي مُحَمَّدٌ قَالَ: قَالَ لي أَحْمَد بن حنبل: أنا أذرع هَذِهِ الدَّارَ الَّتِي أَسْكُنُهَا فَأُخْرِجُ الزَّكَاةَ عَنْهَا فِي كُلِّ سَنَةٍ ذهب فِي ذَلِكَ إلى قول عمر بن الخطاب فِي أرض السواد.
وَبِهِ حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: ذَكَرَ أَبِي حَدِيثَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَالصَّرَاةِ وَقُطْرُبُّلَ تُجْبَى إِلَيْهَا كُنُوزُ الأَرْضِ وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهَا كُلُّ لِسَانٍ فَلَهِيَ أَسْرَعُ ذِهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْحَدِيدَةِ الْمُحْمَاةِ فِي الأَرْضِ الْخَوَّارَةِ " فَقَالَ: كَانَ المحاربي جليسا لسيف بْن مُحَمَّد ابْن أخت سفيان الثوري وَكَانَ سيف كذابا فأظن المحاربي سمعه مِنْهُ قَالَ عبد اللَّه: فقيل لأبي: فإن عبد العزيز بْن أبان رواه عن سفيان الثوري عن عاصم الأحول؟ فَقَالَ أَبِي: كل من حدث بهذا الحديث عن سفيان الثوري فهو كذاب قَالَ عبد اللَّه: فقلت لَهُ: إن لوينا حدثناه عن مُحَمَّد بْن جابر الحنفي؟ فَقَالَ: كَانَ مُحَمَّد بْن جابر ربما ألحق فِي كتابه الحديث ثُمّ قَالَ أَبِي: هَذَا الحديث ليس بصحيح أو قَالَ: كذب.

الصفحة 4