كتاب طبقات الحنابلة - لابن أبي يعلى - ت الفقي (اسم الجزء: 2)

وبالقدر المقدور أيقن فإنه ... دعامة عقد الدين والدين أفيح
ولا تنكرن جهلا نكيرا ومنكرا ... ولا الحوض والميزان إنك تنصح
وقل يخرج اللَّه العظيم بفضله ... من النار أجسادا من الفحم تطرح
عَلَى النهر فِي الفردوس تحيي بمائه ... كحبة حمل السيل إذ جاء يطفح
فإن رسول اللَّه للخلق شافع ... وقل فِي عذاب القبر حق موضح
ولا تكفرن أهل الصلاة وإن عصوا ... وكلهم يعصي وذو العرش يصفح
ولا تعتقد رأي الخوارج إنه ... مقال لمن يهواه يردي ويفضح
ولا تك مرجياً لعوباً بدينه ... ألا إنما المرجي بالدين يمرح
وقل إنما الإيمان قول ونية ... وفعل عَلَى قول النبي مصرح
وينقص طورا بالمعاصي وتارة ... بطاعته ينمي وفي الوزن يرجح
ودع عنك آراء الرجال وقولهم ... فقول رسول اللَّه أزكى وأشرح
ولا تك من قوم تلهوا بدينهم ... فتطعن فِي أهل الحديث وتقدح
إِذَا ما اعتقدت الدهر يا صاح هَذِهِ ... فأنت عَلَى خير تبيت وتصبح
قَالَ ابْن بطة: قَالَ أَبُو بكر بْن أَبِي داود: هَذَا قولي وقول أَبِي وقول أَحْمَد بْن حنبل وقول من أدركنا من أهل العلم ومن لم ندرك ممن بلغنا عَنْهُ فمن قَالَ غير هَذَا فقد كذب.
مولده سنة ثلاثين ومائتين قَالَ وأول ما كتبت سنة إحدى وأربعين عن محمد بْن أسلم الطوسي وَكَانَ بطوس وَكَانَ رجلا صالحا وسر بي أَبِي لما كتبت عَنْهُ وَقَالَ لي أول ما كتبت كتبت عن رجل صالح ورأيت جنازة إسحاق بن راهويه ومات إسحاق سنة ثمان وثلاثين وكنت مَعَ ابْنه فِي الكتاب.
وتوفي عَبْد اللَّهِ بْن أبي دَاوُد وهو ابْن ست وثمانين سنة وستة أشهر وأيام وصلى عَلَيْهِ مطلب الهاشمي ثُمَّ أَبُو عمر حمزة بْن القاسم الهاشمي وقيل صلي عليه ثمانون مرة حتى أنفذ المقتدر بالله بْنازوك فخلصوا جنازته ودفنوه يوم الأحد

الصفحة 54