كتاب طبقات الحنابلة - لابن أبي يعلى - ت الفقي (اسم الجزء: 2)

حَدَّثَنَا أَبِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ ".
قرأت فِي كتاب أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل حدثني عمر زهير بْن صالح قَالَ: قرأ علي أَبِي صالح بْن أَحْمَد هذا الكتاب وقال هذا كتاب عمله أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مجلسه ردا عَلَى من احتج بظاهر القرآن وترك ما فسره رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ودل عَلَى معناه وما يلزم من إتباعه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه رحمة اللَّه عليهم قَالَ أَبُو عبد اللَّه إن اللَّه جل ثناؤه وتقدست أسماؤه بعث محمدا نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالهدى ودين الحق ليظهره عَلَى الدين كله ولو كره المشركون وأنزل عَلَيْهِ كتابه الهدى والنور لمن اتبعه وجعل رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الدال عَلَى معنى ما أراد من ظاهره وبالسنة وخاصه وعامه وناسخه ومنسوخه وما قصد لَهُ الكتاب.
فكان رسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هُوَ المعبر عن كتاب اللَّه الدال عَلَى معانيه شاهده فِي ذَلِكَ أصحابه من ارتضاه اللَّه لنبيه واصطفاه لَهُ ونقلوا ذَلِكَ عَنْهُ فكانوا هم أعلم الناس برَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبما أخبر عن معنى ما أراه اللَّه من ذَلِكَ بمشاهدتهم ما قصد لَهُ الكتاب فكانوا هم المعبرين عن ذَلِكَ بعد رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وَقَالَ جابر بْن عبد اللَّه: ورسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بين أظهرنا عَلَيْهِ ينزل القرآن وهو يعرف تأويله وما عمل به من شيء عملنا. فَقَالَ قوم: بل نستعمل الظاهر وتركوا الاستدلال برسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يقبلوا أخبار أصحابه وَقَالَ ابْن عباس للخوارج: أتيتكم من عند أصحاب رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المهاجرين والأنصار ومن عند ابْن عم رسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وصهره وعليهم نزل القرآن وهم أعلم بتأويله منكم وليس فيكم مِنْهُمْ أحد وذكر تمام الكتاب بطوله.

الصفحة 65