كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 2)
الترهيب من أن يسأل الإنسان مولاه أو قريبه من فضل ماله
فيبخل عليه، أو يصرف صدقته إلى الأجانب وأقرباؤه محتاجون
1 - عنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي بعثني بالحقِّ لا يعذِّب الله يوم القيامة منْ رحم (¬1) اليتيم، ولان له في الكلامِ (¬2)، ورحم يُتْمَهُ وضعفه (¬3)، ولمْ يتطاولْ (¬4) على جارهِ بفضل ما آتاه الله وقال يا أمَّة محمدٍ: والذي بعثني بالحقِّ لا يقبل الله صدقةً منْ رجلٍ، وله قرابة محتاجون إلى صلته (¬5) ويصرفها إلى غيرهم (¬6)، والذي نفسي بيده (¬7) لا ينظر الله (¬8) إليه يوم القيامة. رواه الطبراني، ورواته ثقات، وعبد الله بن عامر الأسلمي، قال أبو حاتم: ليس بالمتروك.
2 - وعنْ بهْز بْنِ عن أبيه عنْ جدِّه رضي الله عنه قال. قلت يا رسول الله: من أبرُّ (¬9) قال: أمَّك (¬10)، ثمَّ أمَّك، ثمَّ أمك، ثمَّ أباك، ثم الأقرب فالأقرب.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يسْأل رجل مولاه (¬11) منْ فضل هو عنده فيمنعه إيَّاه إلا دعى له يوم القيامة فضله الذي منعه شجاعا أقرع. رواه أبو داود، واللفظ له والنسائي والترمذي وقال: حديث حسن. قال أبو داود: الأقرع الذي ذهب شعر رأسه من السمّ.
3 - وعن جرير بن عبد الله البجليِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
¬_________
(¬1) رأف به وساعده.
(¬2) حادثه بطيب القول، واستعمل البشاشة واللطف في المعاملة، وعذب الألفاظ، واجتنب القسوة والغلظة.
(¬3) حن إليه وأحسن وجاد عليه.
(¬4) يفتخر ويمن بنعم الله عليهم ويتباهى ويتغطرس، ويتمتع بخيرات الله لغليظهم، ويفجر أمامهم، ويتكبر عليهم.
(¬5) كذا ع وط، وفي ن د: صلة.
(¬6) يعطيها إلى غير أقاربه.
(¬7) وهو الله سبحانه وتعالى الذي بيده الأمر.
(¬8) لا ينظر الله إليه نظر رحمة ولا يكرمه.
(¬9) أقدم له البر وأفعل فيه الخير.
(¬10) أكرم أمك واعتن بها، وأغدق عليها من نعمتك، وكرر صل الله عليه وسلم ثالثا طالبا الوصاية بها والرأفة وشدة الإكرام والإحسان، ويليها الأب.
(¬11) سيده: أي خادم يطلب من محذمه عليه نفقته وإطعامه وكسوته فيبخل الاجاء هذا الخير، والنعيم متمثلا أفعى يأخذ بلهز متيه ويعذبه. قال في النهاية: الأقرع: الذي لا شعر على رأسه، يريد حية قد تمعط جلد رأسه لكثرة سمه وطول عمره أهـ وفيه إكرام الوالدين، وتقديم الأم، قال الله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً) وفيه الجود والسخاء وبذل الكرم خشية أن تمثل بآفة يوم القيامة تعذيب مانع الخير.