كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 2)
عزَّ وجلَّ يتجاوز عنَّا، فلقي الله، فتجاوز عنه. رواه البخاري ومسلم والنسائي، ولفظه: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ رجلا لمْ يعملْ خيراً قطُّ، وكان يُداين الناس، فيقول لرسولهِ خذ ما تيسَّر، واترك ما عسر، وتجاوز لعل الله يتجاوز عنَّا، فلمَّا هلك. قال الله له: هل عملت خيراً قطُّ؟ قال: لا إلا أنه كان لي غلام، وكنْتُ أداين الناس، فإذا بعثته يتقاضى (¬1). قُلْتُ له: خذ ما تيسَّر واتركْ ما عسر، وتجاوزْ لعلَّ الله يتجاوز عنَّا. قال الله تعالى: قدْ تجاوزت عنك.
7 - وعنْ أبي مسعودٍ البدريِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حُوسب رجل ممنْ كان قبلكم فلمْ يوجد له من الخير شيء إلا أنَّه كان يخالط النَّاس، وكان موسراً، وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسرِ. قال الله تعالى: نحنُ أحقُّ بذلك تجاوزوا عنه. رواه مسلم والترمذي.
8 - وعنْ بريدة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أنظر معسراً فله كلَّ يومٍ مثله صدقه. ثمَّ يقول: من أنظر معسراً فله كلَّ يوم مثلْيهِ صدقة، فقلت يا رسول الله سمعتك تقول: من أنظر معسراً فله كلَّ يومٍ مثله صدقة، ثمَّ سمعتك تقول: ما أنظر معسراً فله كلَّ يوم مثليهِ صدقة؟ قال له: كلهَ يوم مثله صدقة قبل أن يحلَّ الدين، فإذا حلَّ فأنظره فله بكلِّ (¬2) يومٍ مثليهِ صدقه. رواه الحاكم، ورواته محتجّ بهم في الصحيح.
ورواه أحمد أيضاً، وابن ماجه والحاكم مختصراً: من أنظر معسراً فله كلَّ يومٍ صدقة قبل أن يحلَّ الدَّين، فإذا جلَّ الدين فأنظره بعد ذلك فله كلَّ يوم مثليهِ صدقة. وقال الحاكم: صحيح على شرطهما.
9 - وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: منْ نفَّس (¬3) عنْ مسلمٍ كرْبةً من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كرْبة من كرب يوم القيامة.
¬_________
(¬1) يطلب الحق وسداد الدين.
(¬2) كذا ط وع مصححة ص 308، وفي وسطها: بكل وفي ن د: بكل، والمعنى أن الذي يعطي الخادم ويداين يثبه الله كل يوم صدقة جزاء قرضه، وإذا جاء ميعاد الدين، ولم يسدد ضاعف له الله الثواب فله صدقتان جزاء التأخير.
(¬3) فرج هما، وأزال عسيراً وأعانه وساعده، وقضى مآ ربه بماله، أو جاهه، وفك ضيقة: وبادر إلى =