كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 2)
روحه جسده، وهو بريء من ثلاثٍ دخل الجنَّة: الغول (¬1) والدَّين (¬2)، والكبر (¬3). رواه الترمذي، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، وتقدم لفظه. والحاكم، وهذا لفظ، وقال: صحيح على شرطهما. قال الترمذي: قال سعيد بن أبي عروبة: الكنز يعني بالزاي، وقال أبو عوانة في حديثه: الكبر يعني بالراء. قال: ورواية سعيد أصحّ، وقال البيهقي في كتابه عن أبي عبد الله يعني الحاكم: الكنز مقيد بالزاي، والصحيح في حديث أبي عوانة بالراء.
6 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعاً: من تداين بدينٍ، وفي نفس وفاؤه ثمَّ مات تجاوز (¬4) الله عنه، وأرضى غريمه (¬5) بما شاء، ومن تداين بدينٍ وليس في نفسه وفاؤه، ثمَّ مات اقتص (¬6) الله عزَّ وجلَّ لغريمه يوم القيامة. رواه الحاكم عن بشر ابن نمير، وهو متروك، عن القاسم عنه.
ورواه الطبراني في الكبير أطول منه، ولفظه قال: من ادَّان (¬7) دينا وهو ينوي أنْ يؤديه (ومات) أدَّاه الله عنه يوم القيامة، ومن استدان ديناً وهو لا ينوي أن يؤدِّيه فمات قال الله عزَّ وجلَّ له يوم القيامة: ظننت أني لا آخذ لعبدي بحقِّه فيؤخذ من حسانتهِ فيجعل في حسنات الآخر، فإنْ لم يكن له حسنات أخذ من سيئات الآخر فيجعل عليه.
7 - وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أخذ أموال الناس (¬8) يريد أداءها أدَّى الله عنه (¬9)، ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها (¬10)
¬_________
(¬1) السرقة من المغنم.
(¬2) أخذ مال الغير استدانة.
(¬3) الخيلاء، والبطر، والعجب، والكبرياء. هذه صفات ثلاثة ذميمة، من ابتعد عنها فاز بالجنة، وفي ن د وع ص 587: من فارق روحه جـ، وفي ن ط: من فارق الروح الجسد.
(¬4) عفا الله عن ذنوبه التي ارتكبها من جراء ضياع حقوق غيره.
(¬5) دائنه: بأن زاد في حسناته وكافأه وأغدق عليه من نعيمه جزاء ماله.
(¬6) عذبه، لأنه أخذ وفي نفسه الغدر والنكث والخيانة، ففيه طلب حسن النية وعقد العزيمة على الوفاء عند الميسرة.
(¬7) أي أخذ شيئا عن عرض الدنيا وحطامها سلفة.
(¬8) أي تسلمها بوجه من وجوه التعامل كالقرض أو للحفظ وديعة لله أو غير ذلك حال كونه ينوي ردها.
(¬9) أعانه الله على ردها وأدائها بالتي هي أحسن ووفقه وألهمه الرشد.
(¬10) أي عدم ردها.