كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 2)

إن صاحبكم مأسورٌ بدينه فلقد رأيته أدِّى (¬1) عنه حتى ما أحد يطلبه بشيءٍ. رواه أبو داود، والنسائي، والحاكم إلا أنه قال: إن صاحبكم حبس على باب الجنَّة بدينٍ كان عليه.
زاد في رواية: فإن شئتمْ فافدوه (¬2)، وإنْ شئتمْ فأسلموه إلى عذاب الله، فقال رجلٌ: عليَّ دينه فقضاه (¬3). قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
(قال الحافظ) عبد العظيم: رووه كلهم عن الشعبيّ عن سمعان، وهو ابن مشنج عن سمرة، وقال البخاري في تاريخه الكبير: لا نعلم لسمعان سماعا من سمرة، ولا للعشبيّ سماعا من سمعان.

23 - وعن البراء بن عازبٍ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صاحب الدين مأسورٌ (¬4) بدينهِ يشكو إلى الله الوحدة (¬5). رواه الطبراني في الأوسط، وفيه المبارك بن فضالة.

24 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أعظم الذنوب عند الله أن يلقاه بها عبدٌ بعد الكبائر التي نهي الله عنها: أن يموت رجلٌ وعليه دينٌ لايدع له (¬6) قضاء. رواه أبو داود والبيهقي.

25 - وعن شفيِّ بن ماتعٍ الأصبحيِّ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربعةٌ يؤذون (¬7) أهل النار على ما بهم من الأذى: يسعون ما بين الحميم (¬8)، والجحيم (¬9) يدعون بالويل والثُّبور (¬10) يقول بعض أهل النار لبعضٍ: ما بال (¬11) هؤلاء
¬_________
(¬1) الله تعالى تكرم وأرضى صاحب الدين بثوابه الجزيل حتى رضي وسامحه.
(¬2) قدموه لورثة الدائن وادفعوا دينه سددا عنه لله تعالى جزاء فكه من عذاب الله وعتقه من الجحيم.
(¬3) أعطاه لمستحقه حتى عفا عنه.
(¬4) في سجن من جهنم وفي يديه سلاسل النار وأغلالها فيشعر بالذلة والعقاب.
(¬5) العزلة والعذاب والحرمان من نعيم الجنة، وفيه الترهيب من الدين وعدم الوفاء بالسداد وعدم حسن الأداء.
(¬6) لا يترك شيئاً يقوم بأدائه، والمعنى يبعثر جميع أمواله ويوزعها فراراً من أداء دينه.
(¬7) الماء الشديد الحرارة قال تعالى (وسقوا ماء حميما) (يصيب من فوق رءوسهم الحميم).
(¬8) الماء الشديد الحرارة قال تعالى (وسقوا ماء حميما) (يصيب من فوق رءوسهم الحميم).
(¬9) النار: أي يمشون بين عذابين. ماء مغلي، ونار الله الموقدة.
(¬10) بالعذاب والهلاك.
(¬11) ما حال، أو ما شأن.

الصفحة 605