كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 2)
قدْ آذوْنا على ما بنا من الأذى. قال: فرجلٌ معلَّق عليه تابوت (¬1) من جمرٍ، ورجلٌ يجرُّ أمعاءه (¬2) ورجلٌ يسيل فوه (¬3) قيحاً ودماً، ورجلٌ يأكل لحمه، فيقال لصاحب التَّابوت: ما بال الأبعد قدْ آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إنَّ الأبعد مات، وفي ع نقه أموال الناس (¬4) لا يجد لها قضاءً، أو وفاءً. الحديث رواه ابن أبي الدنيا، والطبراني بإسناد ليِّن، ويأتي بتمامه في الغيبة إن شاء الله تعالى.
26 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نفس المؤمن معلَّقة (¬5) بدينه حتى يقضي عنه. رواه أحمد والترمذي، وقال: حديث حسن، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، ولفظه:
قال: نفس المؤمن معلَّقة ما كان عليه دينٌ، والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين.
27 - وعن جابرٍ رضي الله عنه قال: توفِّي رجل فغسَّلناه وكفَّنَّاه وحنَّطناه، ثمَّ أتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فقلنا: تصلِّي عليه فخطا خطوةً، ثم قال: أعليه دينٌ؟ قلنا: ديناران، فانصرف فتحمَّلهما أبو قتادة فأتيناه، فقال أبو قتادة: الدِّيناران عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أوفى الله حق الغريم وبرئ منهما الميِّت؟ قال: نعم فصلَّى عليه، ثمَّ قال بعد ذلك بيومين: ما فعل الديناران؟ قلت: إنما مات أمس. قال: فعاد إليه من الغد؟ فقال: قد قضيتهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الآن بردتْ جلدته (¬6). رواه أحمد بإسناد حسن، والحاكم والدارقطني، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ورواه أبو داود، وابن حبان في صحيحه باختصار.
28 - وروي عن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى بالجنازة (¬7) لمْ يسأل عن شيء من عمل الرَّجل، ويسأل عن دينه، فإن قيل عليه دينٌ كفَّ (¬8) عن الصلاة عليه، وإن قيل ليس عليه دين صلَّى عليه، فأتى بجنازةٍ،
¬_________
(¬1) صندوق من نار.
(¬2) تخرج معدته.
(¬3) يخرج فمه مادة قذرة.
(¬4) المذموم البعيد من رحمة الله من تداين دينا لم يترك له سدادا.
(¬5) مرهونة محبوسة بعيدة م عن نعيم الله مهما عملت صالحا حتى يؤدي ما عليها.
(¬6) أي بمد دفع الدينارين لصاحبهما زال عنه العذاب وتنعم.
(¬7) الميت على النعش، وفي النهاية والجنازة بالكسرة، وبالفتح الميت بسريره، وقيل بالكسر السرير، وبالفتح الميت أهـ.
(¬8) امتنع.