كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 2)

(الحديقة): البستان إذا كان عليه حائط.
¬__________
= على عباده، ولو شاء لجعله ملحاً - من الأجيج الذي يحرق الفم. سبحانه نحمده ونشكر فضله، ومن شكره الإنفاق في الخير، والصدقة على المحتاجين، وعمل البر، وقال تعالى في بيان فضله، ودلائل قدرته.
ب - (أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون) 60 من سورة النمل.
سبحانه لا يقدر على إنبات الحدائق المختلفة الأنواع المتباعدة الطباع غيره، فأنفقوا حباً في ثوابه.
جـ - وقال تعالى: (أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجزر فنخرج به زرعاً تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون) 27 من سورة السجدة. الجزر: الصحراء.
د - وقال تعالى: (وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهوراً 49 لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا) 50 من سورة الفرقان. (بشرا) مبشرا قدام المطر ليترعرع النبات. أناسي جمع إنسي أو إنسان.
هـ - وقال تعالى: (وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا الموتى لعلكم تذكرون) 57 من سورة الأعراف.
سقت لك هذه الآيات لتعلم أن ماء الأنهار من الله تعالى، وأصله من السحاب عسى أن تتقي الله، وتشكر له سبحانه فضله وإحسانه إليك، وتجتهد في كثرة الإنفاق في عمل البر، وتشييد المكرمات، وفعل الصالحات وترسم أمامك حب الخير، وأداء الزكاة، ووفرة الصدقات، واقتد بذلك الصالح الذي وجه الله له السحاب فسقى زرعه. فحافظوا أيها المسلمون على الإنفاق رجاء وفرة ماء النيل. قال تعالى:
أ - (وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم تظلمون) 60 من سورة الأعراف.
ب - وما تنفقوا من خير يوف إليكم) وأداء الزكاة خلة ثالثة للمتقين الكرماء في قوله تعالى:
جـ - (هدى ورحمة للمحسنين 3 الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون 4 أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون 5) من سورة لقمان وقال تعالى:
د - (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) 91. (العدل): حب الحق، والتوسط في الأمور، وتوحيد الله، والجود قال عليه الصلاة والسلام: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك). (وإيتاء ذي القربى): وإعطاء الأقارب ما يحتاجون إليه. الفحشاء): الإفراط في متابعة القوة الشهوية كالزنا، فإنه أقبح أحوال الإنسان وأشعنها. (والمنكر): القبيح الذي نهى عنه الشرع، وما ينكر على متعاطيه في إثارة القوة الغضبية (والبغي): الاستعلاء والاستيلاء على الناس، والتجبر عليهم.
وقال تعالى:
هـ - (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون).
أنفق أيها المسلم لتندرج في سلك الذين شملهم برحمته، ولتندمج في عقد المتقين المشمولين برعايته. (اتفقوا) المعاصي. (محسنون) في أعمالهم بالولاية والفضل، أو مع الذين اتقوا الله بتعظيم أمره، والذي هم محسنون بالشفقة على خلقه، ومن الرأفة الزكاة وإخراج الصدقة، وإذا اطلعت على أشعار العرب وجدت المروءة السامية والرغبة في الإحسان، والتفاخر بالجود.
قال دعبل الخزاعي الشاعر المشهور لتعرف موسيقى طربه غليان قدره واعتماده على الله تعالى في طلب الرزق: =

الصفحة 8