كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 2)

(الحرة) بفتح الحاء المهملة، وتشديد الراء،: الأرض التي بها حجارة سود.
¬__________
= بانَتْ سُلَيْمى وأَمْسَى حَبْلُهَا انْقَضَبَا ... وَزَوَّدُوكِ، وَلَم يَرْثُوا لَكَ الْوَصَبَا
قالتْ سلامة ُ: أين المالُ؟ قلتُ لها: ... المال ـ ويحك ـ لاقى الحمدَ فاصطحبا
الحمدُ فرق مالي في الحقوقِ، فما ... أبقين ذماً، ولا أبقينَ لي نشبا
قالتْ سلامة ُ: دعْ هذي اللبون لنا، ... لِصِبْيَة ٍ، مِثْلِ أَفْرَاخِ الْقطا، زُغُبا
قُلْتُ: احْبسِيَها، فَفِيهَا مُتعة ٌ لَهُمُ ... إنْ لَمْ يُنِخْ طارِقٌ يَبْغي القِرى سَغِبا
لمَّا احتبى الضيفُ واعتلتْ حلوبتها ... بَكَى الْعِيالُ، وَغَنَّتْ قِدْرُنَا طَرَبا
هذي سبيلي، وهذا ـ فاعلمي ـ خلقي، ... فارضي به، أو فكوني بعض من غضبا
مَا لاَ يَفٌوتُ، وَمَا قَدْ فَاتَ مَطْلَبُهُ ... فَلَنْ يَفُوتَني الرِّزْقٌ الَّذِي كُتِبا
أسعى لأطلبَه والرِّزقُ يطلبني ... والرِّزْقُ أَكْثَرُ لِي مِنِّي لَهُ طَلَبا
هل أنتَ واجدُ شيءٍ لو عنيتَ به ... كالأجرِ والحمد مُرتاداً ومكتسبَا؟
اهـ من الأمالي نوادر ص 99.
وإن الله تعالى بعث لنا النعم لنتمتع بخيراتها وننفق ونأكل على شريطة استعمالها فيما يرضي الله قال تعالى:
أ - (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طمعوا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين) 94 من سورة المائدة.
(فيما طعموا): مما لا يحرم عليهم. (اتقوا) المحرم، وثبتوا على الإيمان، والأعمال الصالحة. (ثم اتقوا) ما حرم عليهم كالخمر. (وآمنوا) بتحريمه. (ثم اتقوا): ثم استمروا وثبتوا على اتقاء المعاصي.
(وأحسنوا): وتحروا الأعمال الجليلة، واشتغلوا بها. قال البيضاوي: باعتبار المراتب الثلاث في المبدأ والوسط والمنتهى. أو باعتبار ما يتقي فإنه ينبغي أن يترك المحرمات توقيا من العقبات والشبهات، تحرزا عن الوقوع في الحرام، وبعض المباحثات تحفظا للنسف عن الحسنة، وتهذيباً لها عن دنس الطبيعة أهـ (المحسنين) فلا يؤاخذهم بشيء. وفيه أن من فعل ذلك صار محسنا، ومن صار محسنا صار لله محبوباً.
وإن من الإحسان العطف على الفقراء. والإنفاق على البائسين، وإخراج جزء من المال لله والمساعدة على فعل البر وإنشاء مشروعات الخير لتكسب المحامد، وهذه تعاليم الله تعالى لبني إسرائيل. قال البيضاوي: إن بني إسرائيل لما فرغوا من فرعون، واستقروا بمصر أمرهم الله سبحانه وتعالى المسير إلى إريحاء من أرض الشام وكان يسكنها الجبابرة الكنعانيون، وقال: إني كتبتها لكم دارا وقرارا فخرجوا اليها، وجاهدوا من فيها، فإني ناصركم، وأمر موسى عليه الصلاة والسلام أن يأخذو من كل سبط كفيلا عليهم بالوفاء بما أمروا به فأخذ عليهم الميثاق، واختار منهم النقباء، وسار بهم، فلما دنا من أرض كنعان بعث النقباء يتجسسون الأخبار، ونهاهم أن يحدثوا قومهم، فرأوا أجراما عظيمة، وبأسا شديداً، فهابوا ورجعوا. وحدثوا قومهم. ونكثوا الميثاق إلى كالب بن يوقنا من سبط يهوذا ويوشع بن نون من سبط أفرانيم بن يوسف - قال تعالى: (وقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسل وعزرتموهم وأقرضتهم الله قرضاً حسناً لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل 13 فيما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين) 14 من سورة المائدة. (وعزرتموهم): نصرتموهم وقويتموهم. (قرضاً حسناً): بالإنفاق في سبيل الخير (لعناهم): طردناهم من رحمتنا، أو ضربنا عليهم الجزية، أو مسخناهم. (قاسية) لا تنفعل عن الآيات والنذر. (مما ذكروا به) من التوراة، أو من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم قال ابن مسعود =

الصفحة 9