كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 2)

حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللهُم رَب هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامةِ وَالصلاةِ القائِمَةِ، آتِ مُحَمدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابعثْهُ مَقامًا مَحْمُودًا الذي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفاعَتي يَومَ القِيامَةِ" رواه البخاري في "صحيحه".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
على قول المؤذن أشهد على تقدير العامل لا الإنسحاب أي أنا أشهد كما يشهد وجاء عند أحمد بسند معظم رواته من رواة مسلم عن عائشة قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سمع المؤذن يقول أشهد أن لا إله إلّا الله يقول وأنا أشهد أن لا إله إلَّا الله إذا سمعه يقول وأشهد أن محمدًا رسول الله يقول وأنا أشهد أن محمدًا رسول الله ففي هذه الرواية إشارة إلى أن قوله في الرواية الأولى وأنا وأنا اختصار بينته هذه الرواية وإن ذلك يختص بالشهادتين كما في رواية أبي داود لا يشمل جميع ألفاظ الأذان والتكرير في أنا راجع إلى الشهادتين وفيه أنه - صلى الله عليه وسلم - كان مكلفًا بأن يشهد على رسالته كسائر أمته اهـ. قيل ويمكن أن يكون التكرير للتأكيد ويرده مع كونه خلاف الأصل أنه يحتاج لتقدير الشهادة الثانية والله أعلم. وفي حديث معاوية أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول كما قال المؤذن إلَّا في الحيعلتين فيبدلهما بالحوقلتين رواه أحمد وغيره فصريحه أنه كان يقول أشهد أن لا إله إلَّا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ويجمع بينه وبين حديث عائشة المذكور أنه كان يقول هذا تارة وهذا أخرى وحينئذٍ فيؤخذ منه أن المجيب لو قال ما هنا حصل أصل هذه الإجابة ولم أر من صرح به وعليه فمعنى أمر المجيب السابق أن يقول مثل قول المؤذن أن يأتي بمماثل قوله في الدلالة على المقصود وإن اختلف لفظهما اهـ. قاله بعض المحققين. قوله: (حينَ يَسمعُ النداءَ) أي يفرغ من سماع النداء الشامل للأذان
والإقامة والمراد بالنداء اتمامه إذ المطلق محمول على الفرد الكامل وهو الكل ويسمع حال الاستقبال قاله الكرماني. قوله: (رَوَاه البُخاري فِي صحِيحه) قال المنذري في الترغيب ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة زاد الحافظ وأخرجه أحمد وابن خزيمة والحاكم ووهم في استدراكه فقد أخرجه البخاري في موضعين من صحيحه في باب الأذان وفي تفسير سورة سبحان ووقع في روايته مقامًا محمودًا

الصفحة 129