كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 2)

"سَلوا الله العَافِيَةَ في الدنْيا والآخرَةِ".
وروينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلًا قال: "يا رسول الله إن المؤذنين يفضُلوننا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قُلْ كما يَقُولُونَ فإذا انتهَيْتَ فَسَلْ تُعْطَه" رواه أبو داود
ـــــــــــــــــــــــــــــ
التي حسنها أو صححها وإنما أخرجها من وجه آخر من رواية يحيى بن يمان عن الثوري وقال تفرد بهذا الحرف يعني الزيادة يحيى بن يمان وكان رجلًا صالحًا لكنهم اتفقوا على أنه كان كثير الخطأ ولا سيما في حديث الثوري قال ابن حبان شغلته العبادة عن إتقان الحديث وقد أخرج هذا الحديث أيضًا الحاكم من رواية حميد عن أنس لكن الراوي له عن حميد ضعيف جدًّا وكأنه خفي حاله على الحاكم فاستدركه ورواه أيضًا عن أنس يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف أخرجه الطبراني من طريقه مختصرًا ومطولا اهـ. قوله: (سَلُوا الله العَافيةَ) وردت الأخبار الكثيرة بطلب العافية فمنها خبر الترمذي أيضًا من فتح له باب من الدعاء افتتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئًا أحب إليه من أن يسأله العافية وقد تقدم تعريفها في باب ما يقول إذا استيقظ من منامه. قوله: (أَن رَجُلًا) لم أقف على من سماه وقد راجعت مبهمات المصنف والعراقي فلم أر فيهما شيئًا. قوله: (إِن المُؤَذنينَ يُفضلُونَنا) الظاهر أنه خبر أي فما تأمرنا به من عمل نلحقهم به فقال قل كما يقولون أي على ما سبق من الإتيان بالحوقلة بدل الحيعلة اهـ. قوله: (فإِذَا انْتهيتَ) أي من الإجابة (فَسلْ تُعطَهْ) بهاء السكت في الأصول لئلا تعود الألف المحذوفة للجازم لضرورة الوقف على الساكن ويمكن أن يكون الهاء مفعولًا عائدة إلى المسؤول المفهوم من سل، وذلك لأنك بين الأذان والإقامة والظاهر أن جملة فإذا انتهيت إلخ، زائدة على جواب السؤال فإن قوله قل كما يقولون أفاد أنه يقرب من ثواب المؤذن ثم نبهه على أمر يشترك فيه المؤذن والمجيب وغيرهما وهو استجابة الدعاء ممن دعا بين الأذان والإقامة ويؤيد ذلك حديث الطبراني من سمع المؤذن فقال مثل ما يقول فله مثل أجره وبه يعلم فضل الإجابة وعظيم ثوابها لما تقدم في الأذان من عظيم الثواب أشار إليه بقوله في شرح العباب.
قوله: (رَوَاه أَبو دَاودَ) قال الحافظ بعد تخريجه من طريق الطبراني في كتاب الدعاء حديث حسن أخرجه أبو داود والنسائي في الكبرى ورجاله موثقون من رجال الصحيح

الصفحة 136