كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 2)

وعند أبي حنيفة: هي شرط ليست من نفس الصلاة.
واعلم أن لفظ التكبير أن يقول:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وسلم - وقد أعطاه ميزانًا فأولت له بأن مذهبه أعدل المذاهب وأوفقها للسنة الغراء التي أعدل الملل وأوفقها للسنة للحكمة العلمية والعملية ولد بغزة على الأصح سنة خمسين ومائة ثم أجيز بالإفتاء وهو ابن خمس عشرة سنة ثم رحل لمالك فأقام عنده مدة ثم لبغداد ولقب ناصر السنة لما ناظر أكابرها وظفر عليهم كمحمد بن الحسن وكان أبو يوسف إذ ذاك ميتًا ثم بعد عامين رجع لمكة ثم لبغداد سنة ثمان وتسعين ثم بعد سنة لمصر فأقام بها كهفًا لأهلها إلى أن تقطب ومن الخوارق التي لم يقع نظيرها لمجتهد غيره استنباطه وتحريره لمذهبه الجديد على سعته المفرطة في نحو أربع سنين قال المزني دخلت عليه في مرض موته فقلت له كيف أصبحت قال أصبحت من الدنيا راحلًا ولسوء أعمالي ملاقيًا وعلى الله واردأ فلا أدري روحي تفسير إلى الجنة فأهنيها أو إلى النار فأعزيها ثم بكى وأنشأ يقول:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت رجائي نحو عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تجود وتعفو منة وتكرما
وتوفي آخر يوم من رجب ليلة الخميس أو ليلة الجمعة أو في شهر ربيع آخر يوم منه أقوال أشهرها الأول سنة أربع ومائتين بها وقبره بقرافة مصر وأريد بعد أزمنة نقله لبغداد فظهر من قبره لما فتح روائح عطلت الحاضرين عن إحساسهم فتركوه رضي الله عنه وله شعر كثير جدًّا غالبه في المواعظ والحكم ومنه:
عزيز النفس من لزم القناعه ... ولم يكشف لمخلوق قناعه
أنالته القناعة كل عز ... وهل عز أعز من القناعه
فصيرها لنفسك رأس مال ... وصير بعدها التقوى بضاعه
أحب الصالحين ولست منهم ... لعلي أن أنال بهم شفاعه
وأكره من تجارته المعاصي ... ولو كنا سواء في البضاعه
قوله: (وَعِنْدَ أَبي حنيفة هِي شرط) وفي المهمات للأسنوي أما التكبير ففي البحر للروياني وجه

الصفحة 154