كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 2)

وغيرها، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال قبل القراءة في الصلاة: "أعُوذُ بالله مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيم مِنْ نَفْخِهِ وَنَفْثِهِ وَهَمْزِهِ".
وفي رواية: "أعُوذُ بالله السمِيعِ العَلِيم مِنَ الشَّيطانِ الرجِيم مِنْ هَمْزِهِ ونَفْخِهِ ونَفْثِهِ" وجاء تفسيره في الحديث، أن همزه: المؤتة وهي الجنون، ونفخه: الكِبْر، ونفثه: الشِّعْرُ، والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عقب تخريجه أنه لم يسمع أحدًا من أهل العلم ولا بلغه عن أحد منهم أنه استعمل هذا الخبر على وجهه قال الحافظ لا يستلزم عدم نقل استعماله وانكاره عن أحد توهينه والعلم عند الله قال الحافظ وفي الباب عن عائشة أخرجه أبو داود في قصة فيها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ثم قرأ {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ} [النور: 11] الحديث اهـ. قوله: (وغيرها) رواه كذلك أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وابن خزيمة وابن أبي شيبة والبيهقي في السنن الكبرى كلهم من حديث جبير. قوله: (وَفي روَايةٍ) أي عن أبي سعيد خرجها الثلاثة كما في الخلاصة للمصنف ومراده بالثلاثة أبو داود والترمذي والنسائي قال وممن ضعفه أحمد والترمذي ولفظ حديثه كان - صلى الله عليه وسلم - إذا قام يصلي بالليل كثر ثم قال سبحانك اللهم وبحمدك إلى ولا إله غيرك لا إله إلّا الله ثلاثًا ثم يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ثم يقرأ وتقدم الكلام على مرتبته في كلام الحافظ آنفًا ثم استعاذته - صلى الله عليه وسلم - مما ذكر في الخبر الشريف مع أنه عصم منه إنما هو ليستلزم خوف الله تعالى وإعظامه والافتقار إليه وليقتدي به الأمة وليعين لهم صفة الدعاء والمهم منه. قوله: (وَجَاءَ فِي تفسيرِهِ فِي الحدِيثِ) أي رواه ابن ماجة عن عمر رضي الله عنه وتقدم في حديث ابن مسعود مرفوعًا. قوله: (الْمُؤْتَةُ) بضم الميم وهمزة مضمومة وقيل بلا همز وفتح الفوقية نوع من المجنون والصرع يعتري الإنسان فإذا أفاق عاد إليه كمال عقله كالسكران وقيل خنق الشيطان وقيل أرض بالشام قال أبو عبيدة المؤتة المجنون سماه همزًا لأنه حصل من الهمز والنخس وكل شيء دفعته فقد نخسته. قوله: (ونفخَهُ الكِبْرُ) أي لأنه ينفخ في الإنسان بوسوسته فيعظمه في عين نفسه ويحقر غيره عنده فيزدريه ويتعاظم عليه. قوله: (ونفثَهُ الشعْرُ) أي لأنه ينفثه من فيه كالرقية والمراد الشعر المذموم لخبر أبي داود إن من

الصفحة 188