كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 2)

اغْفِرْ لي ذَنْبي، وَوَسعْ لي في دَارِي، وبارِكْ لي في رِزْقي"، فقلت: يا نبي الله سمعتك تدعو بكذا وكذا، قال: "وَهَلْ ترَكْنَ مِنْ شَيْءٍ؟ " ترجم ابن السني لهذا الحديث: باب ما يقول بين ظهراني وضوئه، وأما النسائي فأدخله في باب: ما يقول بعد فراغه من وضوئه، وكلاهما محتمل.

باب ما يقول عند اغتساله
يُستحب للمغتسِل أن يقول جميع ما ذكرناه في المتوضئ من التسمية
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بن عباد عن أبي مجلز عن أبي موسى قال ووقع في روايتهم فتوضأ ثم صلى ثم قام وقال اللهم إلخ. وهذا يدفع ترجمة ابن السني لتصريحه بأنه قال بعد الصلاة ويدفع احتمال كونه بين الوضوء والصلاة وقال في حكم الشيخ على الإسناد بالصحة نظر لأن أبا مجلز لم يلق سمزة بن جندب ولا عمران بن حصين فيما قاله علي بن المديني وقد تأخرا عن أبي موسى ففي سماعه عن أبي موسى نظر وقد عهد منه الإرسال عمن لم يلقه ورجال الإسناد المذكور رجال الصحيح إلا عباد بن عباد اهـ. قوله: (اغفِرْ لِي ذَنْبي) أي ظاهرًا وباطنًا. قوله: (وَوَسعْ لِي فِي دَارِي) في الدنيا والبرزخ في العقبى. قوله: (وَبارِكْ لِي فِي رِزْقي) الحسين والمعنوي الدنيوي والديني. قوله: (تَرْجَمَ ابْنُ السُّنيّ إلخ) تبع صاحب الحصين ابن السني فذكره فيما يقال في أثناء الوضوء قال ميرك ورجح الشيخ عمل ابن السني قال في الحرز ويؤيد النسائي ظاهر فتوضأ فسمعته يقول اهـ، وسبق ما في هذين الاحتمالين في كلام الحافظ. قوله: (بين ظَهرانيْ وُضُوئه) أي بين وضوئه فظهراني زائدة، في النهاية يقال أقاموا بين ظهرانيهم وأظهرهم أي بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد إليهم وزيدت فيه ألف ونون مفتوحة تأكيدًا ومعناه أن ظهرًا منهم قدامه وظهرًا وراءه فهو محفوف من جانبيه ومن جوانبه إذا قيل بين أظهرهم ثم كثر فاستعمل في الإقامة بين القوم مطلقًا اهـ، فيحصل الذكر المذكور بالإتيان به مقارنًا لأي جزء منه والله أعلم.

باب ما يقول عند اغتساله
وفي نسخة على اغتساله فعلي في الترجمة بمعنى عند ومنه حديث ليس شيء أكرم على الله من

الصفحة 33