كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 2)

اللهُم اجْعَلْ في قلْبي نورًا، وفي لِساني نورًا، واجْعَلْ
في سمْعِي نورًا، وَاجْعَلْ في بَصَرِي نورًا، واجْعَلْ مِن خَلْفِي نورًا، ومِنْ أمامي نورًا، واجْعَلْ مِنْ فَوقي نورًا ومِنْ تحْتي نورًا، اللهُم أعْطِني نورًا".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فتزوجها لما فرغ من عمرة القضية بسرف وهو موضع على عشرة أميال من مكة إلى جهة المدينة وقيل غير ذلك سنة سبع من الهجرة في ذي القعدة وقيل سنة ست وهي التي وهبت نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم - قاله ابن عباس وقتادة والزهري وقيل الواهبة زينب وتزوج ميمونة على خمسمائة درهم وهي آخر من تزوج بها واختلف هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - محرمًا حال تزوجه بها أم حلالًا فروي عنها أنها قالت تزوجني النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن حلال بعد ما رجعنا من مكة أخرجه أحمد وأخرج عنها أيضًا أنه تزوجها حلالًا وبنى بها حلالًا وأخرجه أيضًا هو ومسلم وأصحاب السنن من طريق يزيد بن الأصم عنها وكانت خالته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوجها وهي حلال وأما ما روي في الصحيحين عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوجها وهو محرم فقد روي عنه أيضًا أنه تزوجها وهي حلال وقال ابن عبد البر رواية أنه تزوجها وهي حلال تواترت عن ميمونة ولا أعلم أحدًا من الصحابة وافق ابن عباس على قوله أنه كان محرمًا روي لها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما قيل ستة وسبعون حديثًا اتفقا منها على خمسة وانفرد البخاري بحديث ومسلم بخمسة وكانت تحلق رأسها بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - للتبذل وتوفيت بسرف سنة إحدى وخمسين وقيل سنة اثنين وخمسين وقيل إحدى وقيل ثلاث وقيل خمس وقيل ست وستين وقيل غير ذلك وفي الحديث الصحيح أنها توفيت قبل عائشة وصلى عليها عبد الله بن عباس ودخل قبرها هو ويزيد بن الأصم وعبد الله بن شداد وهي خالتهم ومعهم ربيبها عبد الله الخولاني ولها ثمانون سنة أو إحدى وثمانون سنة وزعم الواقدي أنها آخر أمهات المؤمنين موتًا وليس كما قال قاله القلقشندي. قوله: (اللهم اجْعل في قَلبي نُورًا إلخ) قال المصنف في شرح مسلم قال العلماء وسأل النور في أعضائه وجهاته والمراد بها بيان الحق وضياؤه والهداية إليه فسأل النور جميع أعضائه وجسمه وتصرفاته وتقلباته وحالاته وجملته وجهاته الست حتى لا يزيغ شيء منها عنه اهـ. وفي الإكمال للقاضي عياش ويحتمل أن يراد بالنور هنا في أعضائه قوتها بالحلال فإن القلب

الصفحة 36