كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 2)

عن بلال رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج إلى الصلاة قال:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقال الحاكم روي أحاديث موضوعة قال ابن عدي أحاديثه كلها غير محفوظة قال الحافظ وقد اضطرب في هذا الحديث أخرجه أبو نعيم في اليوم والليلة من وجه آخر عنه فقال عن سالم بن عمر عن بلال محل قوله في الطريق الأول عن نافع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله عن بلال قال الحافظ ولم يتابع عليه اهـ. قوله: (عَن بِلالِ) هو بلال بن رباح الحبشي القرشي التيمي بالولاء الصحابي الجليل مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختلف في كنيته فقيل أبو عبد الكريم وقيل أبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن وقبل أبو عمر وأمه حمامة مولاة لبني جمح اشتراه أبو بكر رضي الله عنه بخمس أواق وقيل بسبع وقيل بتسع وأعتقه وكان خازنًا له وهو أحد السابقين الأولين أسلم قديمًا وأظهر اسلامه وكان يعذب في الله فيصبر على العذاب كان أبو جهل يبطحه على وجهه في الشمس ويضع الرحى عليه حتى تصهره الشمس ويقول له اكفر برب محمد فيقول أحد أحد وكان أمية بن خلف يتابع عليه العذاب قدر الله أن بلالا قتله أول الإسلام.
فإن قلت لم لم يوافقهم بلال بلسانه مع ثبوت إيمانه في جنانه وهو جائز للإكراه.
قلت هو وإن كان جائزًا إلَّا أن ما فعله أفضل ففي الحديث الشريف أن مسيلمة أتى برجلين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لأحدهما ما تقول في محمد فقال رسول الله فقال وأنا فقال وأنت كذلك فأطلقه ثم سأل الآخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله فقال وأنا فقال لا أسمع فلم يزل به حتى قطعه إربًا إربًا فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أما أحدهما فقد أخذ برخصة الله وأما الثاني فقد صدع بالحق فهنيئًا له أورده في الكشاف وغيره وروي عن ابن مسعود أول من أظهر الإسلام سبعة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمار وأمه وصهيب وبلال والمقداد فمنع الله نبيه بعمه أبي طالب وأبا بكر بقومه وأما باقيهم فعذبهم المشركون وهاجر بلال وشهد المشاهد كلها وكان يؤذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حضرًا وسفرًا، روى أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب الأذان له من طريق الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن بلالًا أول من أذن في الإسلام وهذا من الأحاديث التي لم يسمعها الحكم من مقسم وروي

الصفحة 38