كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 2)

وروينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا دخل المسجد يقول: "أعُوذُ بالله العَظِيمِ وَبِوَجْهِه الكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ القَدِيمِ مِنَ الشَّيطَانِ الرجِيمِ، قال: فإذا قال ذلكَ قال الشَّيطَانُ: حُفِظَ مِني سائِرَ اليَوْمِ" حديث حسن،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
على النبي - صلى الله عليه وسلم - وليقل اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم قال الحافظ أخرجه النسائي في اليوم والليلة وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان وابن السني وأخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ووقع في رواية النسائي باعدني وفي نسخة أعذني وهي رواية ابن ماجة وابن السني وفي رواية ابن خزيمة وابن حبان أجرني ورجال الحديث رجال الصحيح لكن أعله النسائي بأن راويه مرفوعًا الضحاك بن عثمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فرفعه وقد خالف في رفعه محمد بن عجلان وابن أبي ذئب وأبي معشر فرووه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة ولم يرفعوه وزاد ابن أبي ذئب في السند راويًا وقد خفيت هذه العلة على من صحح الحديث من طريق الضحاك وفي الجملة هو حسن لشواهده اهـ.
قوله: (وَرَوينا عَنْ عَبْدِ الله بن عَمْرو إلخ) قال الحافظ حديث حسن غريب رجاله موثقون وهم رجال الصحيح إلا اثنين إسماعيل بن بشر وعقبة بن مسلم اهـ. قوله: (وبوجهِهِ الكرِيم) أي بذاته النافع أو المكرم. قوله: (وسلطانِهِ القَدِيم) وفي نسخة وبسلطانه بإعادة الجار القديم أي الأزلي المقرون بالنعت الأبدي إذ ما ثبت قدمه استحال عدمه والقديم يصح أن يوصف به كل من الذات والسلطان لكن خص به السلطان لأنه فيهم أفخمه كما لا يخفى. قوله: (مِنَ الشيْطَانِ الرجيمِ) أي المطرود من رحمة الرحيم. قوله: (فإذَا قَال ذَلِكَ) قال ابن حجر الهيتمي الفاء فيه فصيحة أي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قال العبد ذلك إلخ. قوله: (قَال الشيْطَانُ حُفظِ مني سَائِرَ اليَوْمِ) أي بقيته ولا يبعد
أن المراد باليوم قطعة من الزمان وأنه إذا قال في ليل يقول الشيطان حفظ مني سائر الليلة ثم إن أريد حفظه من جنس الشياطين تعين حمله على حفظه من شيء مخصوص كأكبر الكبائر أو من إبليس فقط بقي الحفظ فيه على عمومه وما يقع منه فمن إغواء جنوده وإنما ذكرت ذلك لأنا نرى ونعلم من يقول ذلك ويقع في كثير من العيوب فتعين حمله على ما ذكر كذا في فتح الإله وما ذكره من التعين على الأول غير ظاهر ووقوع العصيان لا ينافي الحفظ من الشيطان فمن الجائز

الصفحة 47