كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 2)

"اللهُم اغْفِرْ لي، وافْتَحْ لي أبواب رَحْمَتِكَ، وإذا خَرَجَ قال مِثْلَ ذلكَ، وقال: اللهُم افْتحْ لي أبوابَ فَضْلِكَ".
وروينا فيه عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أحدَكُمْ إذا أرادَ أنْ يَخْرُجَ من المَسْجدِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لهما النبي - صلى الله عليه وسلم - حين اجتمعا فقال جمع الله شملكما وأسعد جدكما وبارك عليكما وأخرج منكما كثيرًا طيبا قال جابر رضي الله عنه فوالله لقد أخرج الله منهما الكثير الطيب ولدت الحسن والحسين قيل ومحسن وأم كلثوم وزينب توفيت رضي الله عنها بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بستة أشهر وقيل بثمانية أشهر وقيل غير ذلك ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة واختلف في سنها يوم وفاتها فقيل ثمان وقيل تسع وعشرون وقيل ثلاثون وقيل خمس وثلاثون وقطع الحافظ ابن حجر أنها ماتت وقد جاوزت العشرين بقليل والخلاف في عمرها بحسب الخلاف في ميلادها وغسلها علي وأسماء بنت عميس وكانت أوصتها بذلك وقالت لها يا أسماء إني أستقبح أن يطرح على المرأة ثوب وتحمل عليّ النعش كالرجل فوصفت لها أسماء فعل أهل الحبشة ودعت بجرائد رطبة فأرتها ذلك فأوصتها أن يعم لها مثله فهي أول من غطى نعشه ودفنت ليلًا وتولى ذلك علي والعباس وأخفي قبرها وذكر ابن عبد البر أن الحسن دفن إلى جنب أمه اهـ، وقبر الحسن معروف في قبة واحدة هو والعباس بن عبد المطلب ويؤيد ذلك ما ذكره المحب الطبري في تاريخ المدينة أن الشيخ أبا العباس المرسي كان يسلم على فاطمة أمام قبة العباس ويذكر أنه كشف له عن قبرها ثم والله أعلم. قوله: (اللهم اغْفِرْ لِي) قال بعض المحققين لما كان النقصان ملازمًا للإنسان طلب الغفران عند كل شأن أي هذا بالنسبة إلى الأمة الذين شرع لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا المقال حضًّا وحثًّا على دوام اللجأ والإقبال أما بالنسبة إليه - صلى الله عليه وسلم - فمن أداء حق الربوبية والقيام بأوصاف العبودية.
قوله: (وَرَوينَا فيه عَنْ أَبي أُمَامَة إلخ) ترجم له ابن السني بقوله ما يقول إذا قام على باب المسجد وأخرجه من طريق محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي عن هاشم بن زيد عن سهل عن أبي أمامة وهاشم ضعيف ومحمد بن يحيى ذكره ابن حبان في الثقات لكن قال يبقى حديثه من رواية ابنه أحمد وعبيد فإنهما كانا يدخلان عليه ما ليس من

الصفحة 51