كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 2)

يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} قوله عز وجل: {أَوَ لاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ} الآية. في معنى الافتتان هنا ثلاثة أوجه: أحدها: يبتلون , قاله ابن عباس. الثاني: يضلون , قاله عبد الرحمن بن زيد. الثالث: يختبرون , قاله أبو جعفر الطبري. وفي الذي يفتنون به أربعة أقاويل: أحدها: أنه الجوع والقحط , قاله مجاهد. الثاني: أنه الغزو والجهاد في سبيل الله , قاله قتادة. الثالث: ما يلقونه من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم , قاله حذيفة بن اليمان. الرابع: أنه ما يظهره الله تعالى من هتك أستارهم وسوء نياتهم , حكاه علي بن عيسى. وهي في قراءة ابن مسعود: {أَوَ لاَ تَرَى أَنَّهُم يُفْتَنُونَ} خطاباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} قوله عز وجل: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ} فيه قراءتان: إحداهما: من أنفسكم بفتح الفاء ويحتمل تأويلها ثلاثة أوجه: أحدها: من أكثركم طاعة لله تعالى. الثاني: من أفضلكم خلقاً. الثالث: من أشرفكم نسباً.

الصفحة 417