كتاب تفسير الماوردي = النكت والعيون (اسم الجزء: 2)

الرابع: للجنة والنار خلقهم , قاله منصور بن عبد الرحمن.
{وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين} قوله عز وجل: {وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبتُ به فؤادك} أي نقوّي به قلبك وتسكن إليه نفسك , لأنهم بُلُوا فصبروا , وجاهدوا فظفروا. {وجاءَك في هذه الحقُّ} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: في هذه السورة , قاله ابن عباس وأبو موسى. الثاني: في هذه الدنيا , قاله الحسن وقتادة. الثالث: في هذه الأنباء , حكاه ابن عيسى.
{وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون} وفي هذا {الحق} وجهان: أحدهما: صدق القصص وصحة الأنباء وهذا تأويل من جعل المراد السورة. الثاني: النبوة , وهذا تأويل من جعل المراد الدنيا. {وموعظةُ} يحتمل وجهين: أحدهما: القرآن الذي هو وعظ الله تعالى لخلقه. الثاني: الاعتبار بأنباء من سلف من الأنبياء ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم (والسعيد من وعظ بغيره).

الصفحة 512