كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 2)

وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ وَمَنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا اقْتَرَبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا وَمَنِ اقْتَرَبَ مني ذراعا اقتربت منه باعا ومن جائني يَمْشِي جِئْتُهُ أُهَرْوِلُ وَمَنْ جَاءَنِي يُهَرْوِلُ جِئْتُهُ أَسْعَى وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي ملأ أكثر منهم وأطيب" 1. [3: 67]
__________
1 حديث صحيح إسناده قوي، عطاء بن السائب - وإن كان قد اختلط - قد سمع منه حماد بن سلمة قبل الاختلاط، وتابعه سفيان عند أحمد والحميدي، وهو قديم السماع من عطاء، وعطاء بن السائب تابعه أبو إسحاق عند مسلم، وباقي رجاله ثقات.
والقسم الأول منه وهو قوله: "الكبرياء ردائي..:إلى قذفته في النار" أخرجه الطيالسي "2387"، وأبو داود "4090" في اللباس: باب ما جاء في الكبر، عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي "2387" عن سلام، وابن أبي شيبة 9/89 عن ابن فضيل، والحميدي "1149"، وأحمد 2/248 و376 عن سفيان، وأحمد 2/427 عن ابن علية، و2/442 عن عمار بن محمد، وأبو داود "4090" أيضاً، وابن ماجة "4174" في الزهد: باب البراءة من الكبر والتواضع، من طريق أبي الأحوص، والبغوي في "شرح السُّنة" "3592" من طريق إبراهيم بن طهمان، كلهم عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد.
وتحرف الأغر عند أحمد 2/376 إلى الأعرج.
وأخرجه أحمد 2/414 عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن سهيل، عن عطاء بن السائب، به، بزيادة سهيل بين حماد وعطاء.
وأخرجه مسلم "2620" في البر والصلة: باب تحريم الكبر، والبخاري في "الأدب المفرد" "552" من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، أنه حدثه عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العز إزاره، والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذبته".
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/61 من طريق حماد بن سلمة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
والقسم الثاني أخرجه أحمد 2/316، ومسلم "2675" "3" في الذكر والدعاء: باب الحث على ذكر الله تعالى، والبغوي في "شرح السُّنة" "1252" من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة.
وأخرجه أحمد 2/482 من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة، و3/500 من طريق موسى بن يسار، كلاهما عن أبي هريرة.
وسيرد برقم "376" من طريق سليمان التيمي، عن أنس بن مالك، عن أبي هريرة، وبرقم "811" و "812" من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، ويرد تخريج كل طريق في موضعه.
قال النووي في "شرح مسلم" 17/3: هذا الحديث من أحاديث الصفات، ويستحيل إرادة ظاهره، ومعناه: من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي والتوفيق والإعانة، وإن زاد زدت، فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي أتيته هرولة، أي: صبب عليه الرحمة، وسبقته بها، ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود، والمراد أن جزاءه يكون تضعيفه على حسب تقربه.

الصفحة 36