عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَانَ فِيمَنْ سَلَفَ مِنَ النَّاسِ رَجُلٌ رَغَسَهُ اللَّهُ مَالًا وَوَلَدًا1 فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ جَمَعَ بَنِيهِ فقَالَ أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ قَالُوا خَيْرَ أَبٍ فقَالَ إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا ابْتَأَرَ عِنْدَ اللَّهِ خير قَطُّ وَإِنَّ رَبَّهُ يُعَذِّبُهُ فَإِذَا أَنَا مِتُّ فأحرقوني ثم اسحوقني ثُمَّ اذْرُونِي فِي رِيحٍ عَاصِفٍ قَالَ اللَّهُ كُنْ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ قَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ قَالَ مَخَافَتُكَ قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ يَلْقَاهُ غَيْرَ أَنْ غُفِرَ له" 2.
__________
1 أي: أكثر له منهما، وبارك له فيهما. والرَّغْسُ: السِّعَة في النعمة، والبركة والنماء. قاله ابن الأثير في "النهاية".
2 إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري "3478" في الأنبياء: باب 54، ومسلم "2757" "28" في التوبة: باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه، عن محمد بن المثنى، كلاهما عن أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري عقب "3478" و"6481" عن معاذ، عن شعبة، عن قتادة، به، ووصله مسلم "2757" "27" عن عبيد الله بن معاذ، عن معاذ، به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/132 من طريق مطر الوراق، عن عقبة بن عبد الغافر، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/13 و17 من طريق معاوية بن هشام، عن شيبان أبي معاوية، عن فراس بن يحيى الهمداني، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد. وسيرد بعده من طريق سليمان التيمي، عن قتادة، به، فانظره.
وقوله: "ما ابتأر خيراً" أي: ما قدم. وسيرد شرحها في الرواية التالية.