كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 2)

قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يُرِيدُ بِهِ لَكَ" لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِمَ ضَعْفَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَمَّا وَطَّنَ نَفْسَهُ عَلَيْهِ من الطاعات". [1: 95]
ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا أُمِرَ بِهَذَا الْأَمْرِ
353 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ
حَدَّثَتْنِي عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا" قَالَتْ وَكَانَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا دَامَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً دَامَ عَلَيْهَا1.
__________
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، عبد الرحمن بن إبراهيم هو الدمشقي، الملقب برحيم من رجال البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين. وقد صرح الوليد بالسماع من الأوزاعي.
وأخرجه الطبراني 29/50 من طريق العباس بن الوليد، عن الوليد بهاذ الإسناد. وأخرجه أحمد 6/84 من طريق أبي المغيرة، وابن خزيمة في "صحيحه" "1283" من طريق عيسى، كلاهما عن الأوزاعي، بهاذ الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/189و 244، والبخاري "1970" في الصوم: باب صوم شعبان، ومسلم 2/811 "782" في الصيام: باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان، من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وأحمد 6/233 من طريق أبان بن يزيد، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 6/176 و180، والبخاري "6465" في الرقاق: باب القصد والمداومة على العمل، من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، به.
وسيورده برقم "2571" من طريق سعيد المقبري، عن أبي سلمة، به، ويخرج هناك.
وسيورده أيضاً برقم "359" و"2586" من طريقين عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. فانظرهما.
وتقدم برقم "323"من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
وسيعيده برقم "1578" بالإسناد المذكور هنا.
قال النووي في "شرح مسلم" 6/71: قوله صلى الله عليه وسلم: "فإن الله لا يمل حتى تملوا" هو بفتح الميم فيهما، وفي الرواية الأخرى: "لا يسأم حتى تسأموا"، وهما بمعنى، قال العلماء: الملل والسآمة بالمعنى المتعارف في حقنا محالٌ في حقِّ الله تعالى، فيجب تأويل الحديث، قال المحققون: معناه: لا يعاملكم معاملة المالِّ، فيقطع عنكم ثوابه وجزاءه وبسط فضله ورحمته حتى تقطعوا عملكم، وقيل: معناه: لا يمل إذا مللتم. قاله ابنُ قتيبة وغيره، وحكاه الخطابي غيره.

الصفحة 67