كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 2)

قال أبو حاتم رضى الله تعالى عَنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا" مِنْ أَلْفَاظِ التَّعَارُفِ الَّتِي لَا يَتَهَيَّأُ لِلْمُخَاطَبِ أَنْ يَعْرِفَ صِحَّةَ مَا خُوطِبَ بِهِ فِي الْقَصْدِ عَلَى الحقيقة إلا بهذه الألفاظ. [1: 95]
ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنْ قَبُولِ مَا رُخِّصَ لَهُ بِتَرْكِ التَّحَمُّلِ عَلَى النَّفْسِ مَا لَا تُطِيقُ مِنَ الطَّاعَاتِ
354 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذَّارِعُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مِحْصَنٍ حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ عِكْرِمَةَ
عن بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يحب أن تؤتى عزائمه" 1. [3: 68]
__________
1 إسناده صحيح، الحسين بن محمد هو: ابن أيوب الذارع، وثقه النسائي، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره المؤلف في "الثقات" 8/190، ومن فوقه من رجال الصحيح. وحسنه المنذري في "الترغيب والترهيب"..
وأخرجه الطبراني في "الكبير" "11880"، وأبو نعيم في "الحلية"8/276 من طريق الحسين بن إسحاق التستري، والبزار "990"، كلاهما عن الحسين بن محمد الذراع، بهذا الإسناد، قال الهيثمي في "المجمع" 3/162: ورجال البزار ثقات، وكذلك رجال الطبراني. وقد تحرف "الحسين" في "زوائد البزار" و"الحلية" إلى "الحسن"، و"الذارع"، وتحرف في "إرواء الغليل" 3/11 إلى الزراع.
وأخرجه عبد الرزاق "20569" عن معمر، عن أبي إسحاق، عن الشعبي قوله. وفي الباب عن ابن عمر سيورده المصنف برقم "2742" في فصل صلاة السفر، وبرقم "3560" في فضل صوم المسافر.
وعن عائشة عند المؤلف في "الثقات" 2/200.
وعن ابن مسعود عند الطبراني، وأبي نعيم 2/101.
وعن أنس عند الدولابي في "الكنى" 2/42: وانظر "مجمع الزوائد" 3/162.
قال المناوي في "فيض القدير" 2:292- 293" إن أمر الله تعالى في الرخصة والعزيمة واحد، فليس الأمر بالوضوء أولى من التيمم في محله، ولا الإتمام أولى من القصر في محله، فيطلب فعل الرخص في مواضعها، والعزائم كذلك، ونقل عن ابن تيمية قوله: ولهذا الحديث وما أشبهه كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره مشابهة أهل الكتاب فيما عليهم من الآصار والأغلال ويزجر أصحابه عن التبتل والترهب.

الصفحة 69