كتاب المبدع شرح المقنع - عالم الكتب (اسم الجزء: 2)

بعد الركوع فيقول اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك ونؤمن بك ونتوكل عليك.
------------------------------------
وخير الشيخ تقي الدين في دعاء القنوت بين فعله وتركه وأنه إن صلى بهم قيام رمضان فإن قنت جميع الشهر أو نصفه الأخير أو لم يقنت بحال فحسن.
" بعد الركوع" نص عليه روي عن الخلفاء الراشدين لما روى أبو هريرة وأنس "أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت بعد الركوع" متفق عليه وعنه يسن قبله لكن يكبر ثم يقنت نص عليه روي عن جمع من الصحابة قال الخطيب الأحاديث التي جاء فيها قبل الركوع كلها معلولة ويرفع يديه إلى صدره ويبسط بطونهما نحو السماء نص على ذلك.
"فيقول" الإمام جهرا وكذا منفرد نص عليه وقيل ومأموم وكان أحمد يسر وظاهر كلام جماعة أن الجهر مختص بالإمام فقط قال في الخلاف وهو أظهر.
"اللهم" أصله يا الله فحذفت ياء من أوله وعوض عنها الميم في آخره ولذلك لا يجتمعان إلا في ضرورة الشعر لئلا يجمع بين العوض والمعوض ولخصوا في ذلك أن يكون الابتداء بلفظ اسم الله تعالى تبركا وتعظيما أو طلبا للتخفيف بتصيير اللفظين لفظا واحدا.
"إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك" أي نطلب منك المعونة والهداية والمغفرة ونتوب إليك التوبة الرجوع عن الذنب وفي الشرع الندم على ما مضى من الذنب والإقلاع في الحال والعزم على ترك العود في المستقبل تعظيما لله تعالى فإن كان الحق لآدمي فلا بد أن يحلله "ونؤمن بك" أي نصدق بوحدانيتك.
"ونتوكل عليك" قال الجوهري التوكل إظهار العجز والاعتماد على الغير والاسم التكلان وقال ذو النون المصري هو ترك تدبير النفس والانخلاع من

الصفحة 11